الصورة غير متوفرة

-ثمة من يرسم لنا تلك المصادفات التي تغير خطواتنا، وتضعنا على طرق لم نكن نعرفها، أو نتخيل أننا سنمشي بها.. حين تعارفنا في المرة الأولى، كان كل شيء كأنه مرسوماً بأبهى صورة.

لاوقت للذكريات التي لم تصبح ذكريات بعد.

غداً سأبدأ حياة جديدة. سنرسمها معاً وسنمضي في تلوينها، كأننا الوحيدين اللذين سيقترفان الحياة بصيغة أخرى.

-لم أكرهك يوماً، ولم أغر منك، كنت أرسمك في خيالي امرأة عذبة هادئة، جليلة. لم أشأ أن أشوه صورتك، ولاحتى في خيالي، لأنك زوجته التي اختارها.

تصرين على اعترافي!

أنت الآن أمام امرأة عرت نفسها أمامك، وأنت تنظرين إلى عريها بكبرياء المنتصر. لكني واثقة من أنك تحصين الهزائم داخلك الآن، وتشعلين حرائق لايطفئها إلا صمتي قبل الاعتراف.



-أفكر دائماً: من أين يأتي هذا الخوف؟ ومما تخاف المرأة، بشكل عام؟ خوف النساء يختلف حتماً عن خوف الرجال. فالمرأة تخاف الرجل.. تخافه في حالات كثيرة. حين تمشي في الطريق، لاتخاف من وحش سيظهر لها فجأة، لاتخاف من مطر أو رياح، أو سيارة تصدمها، لاتخاف من امرأة تصادفها أو شيء يسقط عليها من السماء. ببساطة، أكثر ماتخافه رجلاً يتعرض لها، خصوصاً في الليل.

-نمت كأنني جسد بلا روح..

تتوالى الأيام متشابهة، خسارات وتعب لايحتمل..

يتسلل الصحو إلى يقيني..

بدأت أرى أحلامي مبعثرة على المسافى التي تركتها خلفي بين قريتي وهذا المكان.. لم أعد أرى الشمس إلا لهيباً نحترق به ونحن نتابع أصابعنا تقطف الثمار في ظهيرة تمتد حتى آخر التعب.

جئنا نبحث عن الخبز، عن أمل في غد أجمل، وهانحن نمضي سنوات من أعمارنا الفتية في الجانب الآخر.. من دون أن نأكل الخبز كما نشتهي.. ومن دون أن ننجو بحلم صغير.

-يجتاحني اشتياق عارم.. تعود فكرة الغياب، تصبح أكثر حضوراً، ذاك المساء وهذا الغياب. الغياب حالة عبثية، لكنها حين تقع نشعر بأهميتها.

الغياب يعطي الحضور أهمية خاصة. في الغياب يحضر الحنين والشوق إلى اللقاء، نكتشف فيه لذة الألم، تفور الذاكرة، تستحضر روائح الكلام ولون الوقت، نقيس سرعته، حين يصبح زمناً لاقياس له.

عودة