-كان للعيد طعم، وللقمر طعم، وكذلك للورد طعم، وللمطر والليل والحكاية واللعب.

كيف يمكن أن نتشبث بهذا كله؟

كيف نتعامل مع هذا الزمن الذي يشدنا بفظاظة لكي نكبر؟ فتفقد الأشياء طعمها، ولايظل لدينا إلا هذا الحنين الغامض، وهذه الحرقة المفجوعة لوداع كل ماحولنا، ولخسارة كل ماكنا نريد الاحتفاظ به.

أهذه هي الحصيلة؟



-إن اضطهاد النساء وتخنث الرجال، المكونين التوأمين لمجاز الاستبداد الشرقي، قد وفرا الأساس المنطقي للاستعمار. إن كون الشرق قد حكم تاريخياً بالاستبداد، متحداً مع الأطروحة القائلة بأن الدول الشرقية كانت تعيش في سبا وتفسخ، قد أوحيا بالحاجة إلى فرض حكومة معقولة من الخارج.

ومن أفضل من الغرب للقيام بذلك؟



-إن الجنس الذي يحيط بالشرق هو جنس مختلق موضوع. لأن الشرقي لايختلف، جنسياً، عن غيره الأوروبي. وكذلك فإن النظرة الجنسية المردودة من الشرق إلى الغرب_ والتي تصوره غرباً منحلاً وغير أخلاقي، وتصور الشرقي فارساً مطلوباً ومرغوباً- هي نفسها صورة مختلقة تريد أن تنتقم لنفسها من هذا "الآخر".



-لاشك أن لدى كل منا تلك الرغبة الغامضة في أن يقرأ رثاء الآخر له. وليس الرثاء ذلك الكلام الإنشائي الممجوج والمرصع بالحكم والآيات، الذي يقال في المناسبات كلها، بل الكلام الحقيقي الذي ينتقل من القلب إلى الأذن. أوليس من أجل ذلك قال شاعر قبلنا يرثي شاعراً سبقه إلى الموت، كما سبقتني: قد كنت أوثر أن تقول رثائي يامنصف الموتى من الأحياء؟



-وماذا يعني أن ينقص العمر نهراً؟

الوحدة الزمنية، التي اسمها اليوم غير كافية. لاتستطيع استيعاب الأصدقاء والكتب والسهر والتسكع والكتابة والحب. فلنهدر ليلاً وراء ليل، ونهاراً وراء نهار. فلننفق من هذه الأيام دون حساب.

-ماذا أفعل الآن والأصدقاء يتناقصون، يغيبون أو يموتون؟

-أمام كل موت نضخ قوة أكبر في الحياة. نضخها في القيم التي كان يعيش عليها من خسرناهم. ونضخها في الصغار الذين ظلوا أمانة في أعناقنا. ننتقم من الموت، بأن نجعل هؤلاء الصغار يعيشون حياتهم معنا بشكل أفضل وأكرم.

عودة