الصورة غير متوفرة

ـ وأواجه العرب كما واجهت الله والطب: فلسطين تسقط فريسة.

بيروت تتساقط ، البصرة مهددة بالسقوط ، الجنوب اللبناني محتل.

لماذا الأم وحدها تقاوم؟ أيتها العواصم العربية الثيران ، تشمخين بقرونك مذهولة تراقبين وجلة ، تتناطحين ، تناكحي سراً في الدهاليز ، تأكلين الأخضر واليابس ، تتمددن خارج التاري بكسل بليد.

مانفع المواجهة؟ آه من المأساة المهزلة.



ـ هل من يستطيع أن يضع الحزن وراءه وينطلق متحرراً من هموم الماضي؟



ـ طائر ضخم يحلق فوقي.

إنه نسر ، ليته كان طائر الحوم ، مثل أرحل دون استقرار عابراً القارات.

أعبر العالم معرضاَ للقنص . نعم خسرت الكثير من ريشي ، ولكن هاهو ينمو لي ريش جديد فأحوّم دون وجل فوق الأنهر في مختلف القارات.

كم أتوق لأرى الشمس تصعد جمراً متوهجاً فوق مجد النيل المتمدد مثل عرق أخضر في جسد الصحراء.



ـ أنتِ أيتها الحضارة المقنعة ، أرفضك هزيلة هزيلة.

أعلنك هزيلة وحقيرة.

تسمين الأبطال المحررين إرهابيين.

أعلنك إرهابية! تصنفين العالم إلى متحضرين وبرابرة. أعلنك بربرية مع أنني أمجّ هذه اللغة فربما تفهمين لغتك. أأعلنك هزيلة وحقيرة. أناقتك قناع. أزياؤك الجميلة أقنعة. أنت لاتعرفين ولكنني أنا أعرف أن هناك علاقة بين انشغال شعبك بتخفيف وزنه بسبب التخمة وجوع افريقيا. ديمقراطيتك افتراس مهذب أنيق، مصابة بالعفن.



ـ ومثلك ياطائر الحوم عبرتُ القارات ، حلقت فوق القمم ، رافقت البحار والأنهر ، تعرضت للقتل ، ولدت بعد كل موت، اخترقت كثافة الغيوم وشفافيتها ، لامست عري السماء ، تظللت بالأمطار، قاومت العواصف ، اكتشفت الآفاق ، فارقت سربي والتحمت به، رحلت في الاتجاهات الأربع وشرشت في الأرض ، خبرت أقاصي الحزن والفرح.

عودة