الصورة غير متوفرة

- وكأنني رحت أستجمع قواي لأخرج من ديدنه وقد جذبني إليه كريح تدفعني وأنا أمشي عكس تيارها، ماإن خرجت من حقله المغناطيسي حتى شعرت بروح جديدة تدب في أوصالي وترغب في تحريك كل عضو من أعضائي، كما لو عاد الزمن بي عشر سنوات إلى الوراء.. كم تمنيت أن أتابع سيري على الأقدام وأنا أمشي وأثب وأقفز , أترنح وأتمايل .. أشدو و أغني .. كالأطفال تماماً.. وودت لو أقف في وسط الشارع وأوقف سير كل السيارات وأفتح ذراعي وأدور وأدور وعيناي معلقتان بالسماء .



- أتساءل بعجب .. لم يختلق المرء لنفسه أعذاراً لايختلقها لغيره..؟ ولم يرتئي في غيره عيوباً لايراها في نفسه..؟ لم يكون دائماً هو المدان وغيره الدائن..؟ هو المظلوم وغيره الظالم..؟ هو المحق وغيره المحقوق..؟ ليت كل واحد فينا يحاسب نفسه تماماً كما يحاسب غيره، وميزان العدل ذاته، الميزان الذي ينصبه حين يكون محقاً ينصبه حين يكون محقوقاً.. لابد أن الحياة حينها ستغدو مفعمة بالانسانية .. مكتظة بالقلوب النقية والنوايا الصافية لكل الورى.. وستمسي القناعة تاج كل انسان .. والمحبة والتسامح شعار كل امرىء ..



- مهما تصعدت الفتاة في سلم العلم ودرجاته يبقى حنينحا الأول إلى موطن غريزتها.. إلى تحقيق وجودها والشعور بأنوثتها وهي تُطلب فتكون زوجة وأماً .. ذاك الوسام الذي يزيد في عملها شرفاً ، وتألقاً ، ووهجاً.. ذاك الوسام الذي يرفعها إلى رتبة الأم الواعية الفاضلة، وأسأل الله من كل قلبي أن أصل إلى هذه الرتبة التي تهون من بعدها الصعاب .



- شعرت كم هو جميل أن تظهر الحقيقة وتسطع كالشمس.. وكم مهر هذه الحقيقة غال في هذا الزمن .. الزمن الذي ملىء بالخداع والأكاذيب والغدر والخيانة، المرء فينا يعشق الحقيقة مهما كانت فظة ويتشبث بها وإن كانت مرة، لكننا قد نمر بأوقات يكون فيها وقع الحقيقة شديد الوطأة علينا .. يثقل الكاهل .. يصدم بالواقع .. يمزق كل الأحلام .. ويشجب كل الأماني ..



- رغم هذه العواطف التي تنفست لتعذيبي فقد شعرت براحة عظيمة في أعماقي ، لقد أفضيت أحاسيس وأفكاراً كانت تثور فيّ ليل نهار، قمت بمواجهة علها تنهي هذا الثأر المتجدد، وتعقد هدنة بين الخير والشر يتوسم فيها الخير صلاحاً للشر، وينتظر فيها الشر من الخير كبوة لينقض عليه .

عودة