الصورة غير متوفرة

- رغم اقتناعي بصوابها إن لم يكن دائماً.. فغالباً، إلا أن زهوها يثير الحكمة في بدني، يزعجني، يقودني إلى العناد، أواقحها كتيس جامح، مشكلة فظيعة أن تكون على حق دائماً، وأن تجعل الآخرين مجرد مخطئين يطاطئون امامك بذنوبهم الصغيرة ، إنها تضع العصا في العجلة ، والخسارة احتمال قائم في حساباتها الدقيقة، لامجال للخطأ أو للمغامرة،



- لم أخطط لحياتي، ولايهمني مساري ، المستقبل كذبة الحمقى، كقشة في مهب الريح، كل الجهات عندي سواء، أما صديقي "سليم الراوي" فقد تسلق الدروب الأصعب، واكتشف الزقاقات المعتمة، كان يمشي ويمشي، يخاف التوقف، كم يلاحق أشياءه الهاربة .



- يضربها، يلوي عظامها، يترك على جسدها كدمات زرقاء، فإذا ما أنهكه التعب والقسوة، انكفأ فوق الرضوض والجروح يلعقها بلسانه، يبكي يضعف يقززها، يقبل قدميها طالباً غفران جسدها المقدس، جسدها الذي يكرهه ويحبه في آن وهي في الحالين تحتمل. يرتمي في حضنها طفلاً تعساً، يتوسل إليها أن تعترف، يصغي لقصص تلفقها، طوفان زنخ يغمرها، تفقد الفاصل بين الحقيقي والمختلق، تحكي وتحكي، تصوغ ألف حكاية، فيما يهز رأسه بسذاجة، يدمدم دون معنى، تنتظم أنفاسه، قتعرف أن عطيلاً نام تاركاً روحه معلقة بين نهديها.



- نهضتَ فجأة ، و قررتَ أن تنام وبين كتفيكما مسافة سنوات من الانكسار، لتنتصب في الحلم حقولٌ عطشى وأشجارٌ ظمآنة .

منذ أن تحول شأنكما الخاص إلى شأن عام واللغط والتساؤلات تحشرك في أضيق المواقع .

بعد الساحة العامة منعطفات ضيقة ومتشابهة تسلكها في طريق عودتك من عملك إلى بيتك .. تنتابك عقدة الاتجاهات .. القطط فقط ترجع إلى مأواها دون أن تضل .. لولا بقايا انتباهك لضعت بين ملامح الوجوه المتجهمة الرمادية للعابرين .

زقاق منزلك يحتله عمال البلدية وآلياتهم ، تقفز فوق الحجارة المكسورة وبرك الوحل ، يبللكَ المطر ، ويلطمك الهواء .



- وحدي أنسحب إلى القاع .

أغرق في عصة القلب، أتسرب من أنفاسي، مثل ليل أضاع قنديله باكياً أرصفته المهجورة، " ستندمين ". كذلك قالت أمي حين غادرت كنيستها، وكسرت كأس تعميدي، الدين لله والحب للجميع. يلمه فراشي بما تبقى من الوقت... تفوح رائحتها القلوية .. رائحته .. رائحتهما كصديد .. قدماي باردتان .. والغطيط يتكاثف فوق الجدران .. يسيل.



- ثمة تعاسة تتراقص في شمعة، لاتكفي كل هذا الليل . اتركيني أتأمل أصغر تفاصيلكِ ، قدميك الصغيرتين، أو تلك الشامة التي ترفضين أن تقلعي شعرتها ، قوس خصرك، شفتك المقلوبة في امتعاض مستمر.

شفاعة الحب أهزل من أن نصغي إليها. كل شيء صار عديم التأثير، أمام مناوراتنا السخيفة كل ليلة. لاستعادة ماسنفقده صباحاً .

عودة