- "سومر" سلس كالشيطان.. دونجوان حقيقي.. يحب دون فلسفة.. دائماً على استعداد للغرق في الحب.. أيّ حب.

"نادر" لا يحب إلا على كيفه.. يتحدث عن نظافة الإنسان، ونظافة المشاعر و.. الخ من فلسفته التي أستثقلها أحياناً، بقدر ما تسحرني أحياناً أخرى.

"سومر" فنّان بإيقاظ غرائز المرأة..

و"نادر" فنّان بإيقاظ روح المرأة..

لماذا لا يختلط سومر بنادر؟

لماذا لا يحق للمرأة أن تتزوّج من اثنين معاً؟



- حاول أن يطرد بيده فكرة الموت هذه، ولكن عبثاً، فهي لاتزال ماثلة بشكلها القبيح. ذاك الذي يقطع، ودون سابق إنذار.

كلّ ارتباط بالحياة، ويلقي الإنسان هكذا. وحيداً وعارياً من أيّ غلاف أو هوية اجتماعية، بل لا يترك لك مجالاً ولو لرؤية الأسف في عيون الآخرين، ولربما تتفسّخ جثتك قبل أن يمكن التعرّف إليها.

ثم لا يدري كيف امتزجت فكرة الموت تلك بهيكل سيارة ما، وشخصيّة ما؟! سيارة قوية وجميلة وقاتلة، وشخصية غامضة، يتدحرجان سوية في الشوارع والأزقة، وحتى في الغرف السريّة المغلقة، ويهرسان كل شيء.



- ويتسلم الرب مئات الرسائل المستعجلة، من تلك القرية الممتدة كشبح مبهم قرب تلّ أثري مغفل.

حتى الشباب والصبايا يبعثون برسائلهم الحارة والعاجلة "يا رب.." وتتعالى صلوات العيد بشيء من البهجة والرجاء. مع يقين الأغلبية بأن الرب في العيد هو غيره في الأيام الأخرى! ففي العيد يبدو ـ تعالى ـ على مقربة من الجميع، ومستعدّاً للتلبية الفورية بغض النظر عن حجم ذنوب البشر!



- تستدير كطفلة مُربكة.. تتعثّر كلماتُها.. ووجهها المحتقن المذنب يرتفع قبالة وجهه.. تنفرج الشفتان الحلوتان عن نداء سرّي إلى روحه الوديعة المسالمة.. وتبرق العينان العسليتان بوميض يعرفه جيداً.. يغسله.. يطهره.. يصوغه من جديد.. يستسلم للشرارات وهي تخفق راعشة في أقصى أقاصي القلب.. تدفن رأسها كطير مبلول في صدره.. تشهق.. ينفتح القلب على مصراعيه.. تلجُه.. تتسرّب أنوثتها الطاغية إلى نبضه..

وشفتاه الراعشتان تشربانها قطرة قطرة.



- وفكّرت فيما يمكن أن تكونه، لتكسر هذا الحصار، الذي يضيق أكثر فأكثر على جسدها وروحها.

ثم قدّرت أن تعلقّها ب"نادر"، ليس أكثر من تعلّقها بفكرة، فكرة نبيلة، قد لا يستطيع هو نفسه أن يتقمّصها كما يجب.

ثم رأت أن انتظارها غير المعلن لـه، ما هو إلا تأجيل لإعلان خيبتها، خاصةً وأن نادر قال للجميع صراحة بمن فيهم هي، أن يعيشوا حياتهم الطبيعية، وأن يكفّوا عن حساب الأيام، وأن يكفّوا عن انتظاره المتعب.

قالها بلغة متعبّة وحكيمة ويائسة، لدرجة أبكت زوّاره.

عودة