الصورة غير متوفرة

- أيتها الفرحة القادمة من نهايات الآفاق، أُحِسُّكِ هنا في صدري، تداعبين أوتاري، فتعزفك أغنية للعمر الآتي. ما من لوحةٍ هنا في القاعة تمثلني الآن، إنك فوقها جميعاً، إنني أُسلم بضحالة خيالي أمام طود ذاتك.

لن يهون عليك أن تدب الكهولة في مشاعري وقد أيقظتها بعد سبات، إنني طوع يديك، خذني إليك.

هأنذا أهاجر إليك يا وطني، أزرع رجولتي نخيلاً وعنباً في أنحائك. إنني لا أرى في هذا المكان أية لوحة، أنا وأنت اللوحة.

- ثمة إحباط وقتامة في الدرب المنحدر إلى الهاوية، وحناجر طيور تكاد تنشق صارخة: "هذا درب الخلاص فاطرقوه". بيد أن الجماجم بلا آذان!.

أحسَّ بأنفاسٍ تلفح رقبته، استدار فكانت تنتظر في أعماق عينيه وتُطل منهما إلى سدرة روحه، جمدا في مكانيهما؛ بل تحرك كل ما فيهما، واستأنفا بعينيهما حديثاً كأنهما كانا قد بدأاه من سنين!.

أين كنتِ طوال سنواتي العجاف؟. أيتها الخرافة الحلم!. انتظرتك كامنة في ذاتي دهراً، ما لقيتك أو وجدت دليلاً نحوك.

- خذ سكوني على أنه الذي يسبق العاصفة، أُحِسكَ إعصاراً يزلزلني، انفخ في الصور كي تحيي ذراتي وهي رميم، أوقدها، اجعلها لهيباً إنني أتوهج ضياءً. أنت النبع الذي يروي يبس حقولي، إنها تحتاجك لتثمر، خذ رمالي يا نبيي واجبلها برضابك، شكلها كما ترغب، وانفخ فيها تجدها روحاً تَسَّاقط عليك عاجاً رطباً، إنني خُلقت بك الآن وأكلمك من مهدي.

- الوحدة موحشة، في بيت، في سجنٍ، في بريّةٍ، فوق جبلٍ، وعلى شاطئٍ؛ وفي صحراء.. سواء. وربما هي كذلك في أعالي البحار وفي الفضاء!.

- صار قرنفلاً.. سمعته لحناً.. أنصتت إليه شعراً، أعاد إلى خديها تورد الخجل، واعترى شفتيها ارتعاش ألق الحياة، ما عادت تستطيع أن تنكره، فهي قد وقفت أمامه وجهاً لوجهٍ؛ وفتحت له صحائف عينيها يقرأ فيها الصبابة والجوى، وحين غيَّبه الزحام بحثت عنه غير قادرة على منع نفسها حتى التقته. أحست أن بعضها قد رُدَّ إليها.

فاختزل فيها النساء مجتمعات، وتوَّجها أميرة، فأدركت أنه أعادها حمامة بيضاء. ثم... في لحظة أحست أنها ضعفت، فهبَّ الطاووس فيها، هارباً بها من خدر أريج القرنفل وعذوبة اللحن وسحر الشعر.

عودة