- أسماء غيابك

أرددها عاماً وراء عام

كي أصدق الفراغ

من آخر البيت

حتى أول قبرك !



- مازالت الحياة

متوفرة بنا

بيد أن البرد يسيل فوق السقوف

المتشققة

ومواقدنا

منهكة !



كل ظل ألتجىء إليه

مغارة لأبحث عن دفئك

كل رجل أحبه

امتداد

لرائحتك !



- أهو الخوف

حارس هذه السنين الداكنة....!

أهو اليقين

هذا

الذي

لا يحرس شيئاً ؟



أيتها المدينة

بعينين صامتتين

وقلب داكن

ثمة امرأة تراقب الطريق

وكمثل ليل ناسٍ نجومه

ثمة رجل يتساقط

مودعاً حضوره

نحو البعيد

ثمة خطوات

تتساقط أيضاً .



- في الحب أيضاً

أنحاز إلى رهانات خاسرة

الشالات الطويلة التي طالما أشتريها

تصل بين رهاناتي وأوهام البداية

يحصل هذا دائماً

لأسباب لا أحاول

فهمها !



كيف لي أن ألملم وجوهاً

تحنطت على الجدران

قلتَ: ربما

أن الجدران التي تحنطت

وأن الوجوه

محض هلوسات

تنتهي آخر الليل!



- في الأربعين

تغسل المرأة آنيتها

مرات عديدة

محاولة إزالة الغبش

الذي بقع بلور روحها .



في الأربعين

تلملم المرأة أخطاءها

بيد أن الوقت أقل من خذلان أصابعها .



في الأربعين

تكحل المرأة عينيها بأقلام الخسارة

وترتدي أكثر أثوابها شبهاً بالحنين .





- لم أقل لكم بعد

عن صخبي

لم أحدثكم

عن الصرخة في جسدي الثابت

لم أفتح لكم أبواب نيراني

كي تدخلوها

. . . .

كل ما فعلته

أنني عبرت فوق انهداماتكم

بحزني الفاضح

وقلب يغالب النحيب .



- أيها القادم الجميل

يا رغبتي المؤجلة

انتظرني قليلاً

مازلت أحاول هذا العالم

كي أبشر بالفراغ

انتظرني

ثمة وقت لك .

-لن تعرف امرأة مثلي :

أكثر هشاشة أنا من ورقة خريف

أسهل دمعاً من غيمة عاتمة

لكنني وأنا يجرفني الكلام

لن ترى غير بروق في جلدك

وعلى أصابعك

حكايات قديمة

تدل عليها ألوان لم تزل منذ ذلك الوقت

تخفق بالطراوة .



- من الشمال

من حيث لا توجد زوايا ما

أقصد من حيث لا يوجد غير الملل

كان قاسيون يتقدم بعينيه المنحوتتين

وشعره المبقع بالنجوم

يتقدم كساهر يبحث عن صحبة آخر الليل

لم أنتبه كيف غافلني وأزاح معطفي الأحمر عن كتفي

قادني نحو دوران ذراعيه الأقصى

ثم أسلمني للهواء ودحرجني كحبة برد داكنة

وغاب

كل ما حولي كان مسمراً إلى السكون

وحدي فقط كنت أنزع خدوش أظافره عن كتفي العاريتين

ثم أرتدي معطفي الأحمر الطويل

وأراقب أطراف ثوبه وهو يتبع الشام باتجاه الجنوب .

عودة