-خمس سنوات عمر الشهوة السجينة، خمس سنوات و الزنزانة تنز نسغاً لأحلام بائدة ...

و أي حلم من فراشة و قضبان ؟ و أي رحيل و العودة من سجان ؟ أين عشاق النجمة الحمراء ؟ وأين الألوان الآن ؟ خمس سنوات عمر ماء عينيها و الشبق الأزرق في يديها .

دارت الغرفة واهتزت كل أسرة العالم .. تشابكا في متهاة الرجفة والرعشة والغفلة .. عراهما الحلم القديم .. ولم يعمدهما سائل اليقظة .. بكت، وبكت، وابن الخياطة في الفضاء المحايد لا يجيد غزل ما تكسر .. كل ماهو خارجها يتكسر الآن بداخلها، وصوت الصدى صدى الصوت، ونحيب النحيب نشيج ... بكت. بكت .. وبكت حتى اغتسلت بالدموع .



-كانوا أكثر من ثلاثة ...

أكثر من ثلاثة أجسادهم أكثر من فولاذية، هو الخوف يعلو صهيل الذكريات .. من كثرة خوفنا من غير المسموح به، صرنا نخاف من المسموح به، صرنا نخاف من كل شيء، من ضعف أجسادنا التي لا تصلح إلا للسهر، للخمرة، للنساء، و القهوة ....

ارتشف قهوتك و أفكارك، ماذا ستقول لي من شعارات ؟ من كبرت عضلاته صغر عقله ، و إنه المد الأهوج و الضياع، و بداية العنف و نهاية المطاف ... و ...

ماذا ستقول ؟ يا من نسيت بحرك و سرك و رحيلك نحو الكرامة ؟ نحو الـــ ... ماذا ؟



-ما أجمل الإنتظار أماه ، و السرير محشو بماء الورد و الوسادة بريش النعام . كان المساء و كانت سارة :

ثيابها الشفافة تموج من خصرها النحيل، شفافة أعمدة الدخان الصاعدة إلى حلمتيك العنابيتين و الثوب الزهري غبش صباحي يتلاشى مع بداية لمعان نجمتك السداسية التي تزين عنقك ، سارة شفتاك المرسومتان .

لا وقت للنثر، لا وقت للشعر، ضمني إلى ضلوعك، قبّل شفتيّ المرسومتين بريقك ، كم انتظرت احتساء مسكة ؟ كم اشتهيكم يا أحفاد وايزمن يا امتداد الحلم في سحايا هرتزل ... شدني إليك، شدني أكثر و فجر بذورك في رحمي ، أدلف سوائل الإنعاش، شتت حزني، بدد سقمي شرد عصافير رغبتي ، لا وقت للعتاب ...



-يا ثلج موسكو النقي، يا دروب الليل القطنية، يا قنديل فالا الأخضر، يا شوارع الفودكا، يا أرصفة الفرح، يا لوحات الطفولة الضبابية، يا فطائر التفاح الزكية ...

لم أعد أستطيع رسمكم على جدار مخيلتي ! كيف سأرسمك فالا و الريشة من رشاش و الألوان من طلقات ؟

لهفي على أطفال الإنتفاضة المرسومين.

لهفي على أطفال الإنتفاضة الذين رسمتهم أماه .

أماه، يا سقم المناورة الميتة، يا عقم التراتيل البائدة ، يا مزامير رعاة الثلج، ارعي سمومك السكرية في ممراتك الوريدية و لا تنسي القلب في الأطراف و الندب في لحم الأكتاف، انزحي ماء عودتك، امتحي ألوان بشرتك و تحولي إلى لوحة قطبية كي تتجمد كل ألوان بشرتك و تحولي إلى لوحة قطبية كي تتجمد كل ألوان أحلامي الذائبة على جدران الندم .

عودة