-الأمكنة تأخذني كالطرق فأماشيها مفتح العينين والقلب، لكأن روحي مقودة بيد الرضا تتهادى هنا وهناك، هي ذي مغارة الصليب. أسأل عنها فيقولون لي إنها المغارة التي أخفوا فيها صليب سيدنا لأن صالبيه أرادوا حرقه من أجل إخفاء جريمتهم، لهذا، وهنا في هذه المغارة، أخفى التلاميذ الصليب وإكليل الشوك، والحبال، وقطع الجلد لأنها أدوات الجريمة كي تظل شاهداً على حقدهم وخطيئتهم الأزلية.

-في أول مقدمي إلى هنا، ماكنت أشخص هؤلاء الجنود، ولاأدرك معنى وقوفهم، ولاأعي الأدوار التي يقومون بها، الآن أشعر بأن عيني لاتريان سواهم كعلامة بادية للظلم والاهانة والجور.

-عليك أن تفهمي أنه لاجدوى من هذه الطريق فالدولة قوية، وقوية جدا. الآن عليك أن تعترفي لكي تأخذ المحكمة قرارا بالمدة التي ستقضينها في السجن. الزمن الآن يمر بالآخرين، وأنت لازمن يمر بك. عليك أن تعدي الأيام هنا وتنتهي من عدها كي تخرجي إلى الحياة مثلما تفعل الأخريات. هنا لاحياة، هنا جحيم دائم، عليك أن تعرفي هذا فمهما طال الوقت عليك هنا ستخرجين، ولكن قبل هذا عليك أن تعترفي.. قولي أي شيء. اكذبي.. اخترعي قصة وهمية، اخدعينا، المهم أن تقولي شيئا

-بدا المشهد خلال لحظات مؤلما وقاسيا في آن معا، وماكان منا، وفي حال من ردة الفعل، إلا وقد ارتمينا فوق صلاح لكي ننقذه من الدهس والنهش والضرب، وحسبنا نفسينا أنا والحوذي جو أننا قادران على إنقاذ صلاح، لكن الأمر كان أقوى منا، فقد وثب الكلب على صلاح ورماه أرضا، واقتحمه البغل وداس عليه، وجاء بغالة آخرون وسوروا صلاح وداسوه أيضا، وراحت الكلا تنهشه، وحاول بعض المارة إنقاذه أيضا غير أن البغالة أفلحوا، هم وكلابهم وبغالهم بإلحاق أكبر الأذى به، فقد انكشف المشهد

-رحت أقرأ قصص ذلك الرجل فهو يحدثك عن الحب وكأن مايحدث يحدث معك، أو لكأنك تتمنى أن يحدث لك مايحدث لأهل الحب في قصصه.. كنت أقرأ السطر الذي يقول: تكاثر الثلج فأحاط بعربة ميشا، وتلوى الدرب وضاق عليه وعليها، ولم يكن في باله لحظتها سوى "ناتاشا" التي مشى إليها منذ ساعات على الرغم من المناخ الردئ.

عودة