- أخرج من المدرسة مثقلة بأحلام يقظتي، أدخل الأزقة الضيقة، سألت مريم:هل هناك روائح محرمة؟ قالت دون أن تتمهل: نعم رائحة الرجال الغرباء. بقيت أتحاشى هذه الرائحة المحرمة، أتحاشى النظرات والتقاء العيون غير المقصود الذي يزلزل أعضائي، وأعاقب نفسي بقسوة تريح مريم،



- من ينتمي إلى الآخر، فكرت وأنا في طريقي للقاء حسام الذي سعيت إليه، اشتقت اليه، رغبت برؤية الوجه الآخر لعائلتي، اصطحبني إلى مطعم أرمني وجلسنا كعشيقين، أحببت هذا الدور، ولهي بأخي، حبيبي، رفيقي، قائدي، تأملت عينيه العسليتين بشغف، مسحت بيدي على وجهه، تحسست مساماته، أحسست بخوفه الذي لفحني، شارداً لايستمع إلي وأنا أخبره بندمي على أبي وخوفي على أمي



- غابت أحلامي مرة أخرى، استدرجتها كرف حمام، حاولت النوم مبكرة، جلست في سريري كبوذية أتأمل سجادتي المعلقة على الجدار، أنام كجثة تحاول طرد القلق وبعد غفوتها لاتستطيع النهوض، كأن شللا أصابني، خاوية لاتنقذني كراهيتي التي ازدادت، لم يعد لضجيجي أي معنى



- الخوف لم يجره إلى مهاترات كان أحد المشايخ يسعى إليها للتقليل من هيبته، انزوى بصمت في غرفته المطلة على غابات الصنوبر ومزارع البرتقال، مدركاً أن ماهو مقبل أعظم ولايستطيع منعه إن انساقت الناس وراء فتاوى الشيخ مضر بقتل الناس لمجرد انتمائهم الطائفي



- السجن يعلمك قوانين بقائك حيا، في خفة الوزن وانعدام الرؤية يصبح للحياة قيمة مختلفة لايعرفها إلا من تذوق طعم حرمانه من النظر بحرية إلى الشمس والركض للاحتماء بجدار مطر مباغت، العادات التافهة في الخارج تكتسب معاني جديدة، الموت يعيد الغياب إلى معناه الأصلي، في تلك الظلمة تموت المجازات التي نحتمي بها لنبصق بقوة على أعدائنا .

عودة