- حتى الحب لسنا أحراراً في مقاربته ... أستطيع أن أحب و أحتفظ بحبي في داخلي ... ليس حباً مكتملاً ؟ .. حسناً ... مخطىء ؟ ... فليكن ... فرق أن أكون مخطئاً أو أكون آثماً .. هناك فرق بين الخطأ و الخطيئة .. الخطأ من طبيعة الناس .. به يعرف الصواب .. أما الخطيئة فبها تعرف الفضيلة و يحكم على الأخلاق .. لسنا بشراً عاديين إن لم نخطأ .. إن لم نجترح الخطأ.. من ليس له أخطاء و حماقات ليس سوياُ .. لا تجلد الذات إلا على الخطايا .. الجرائم .. يجب أن نخطأ و نحن عارفون بالخطأ .. بل يجب أن نتقصد الخطأ أحياناً .. كما نتقصد الفعل الأخلاقي .. نوع من ممارسة الحياة كما هي .. لا نستطيع معرفة الحياة إلا هكذا ...



- من راقب الناس مات هماً .

أنا حيٌّ على طريقتي .. حيٌّ كما يحلو لي .. فقط الريح عندما تهب تجعلني عاقلاً .. فيما عدا ذلك أجد لزاماً عليّ أن أكون مجنوناً .. أتظاهر بالجنون و مهموم على طريقتي أيضاً .. أعتقد أنهم ميتون دون أن يعلموا .. يتحركون تحت حرف الكاف ... ميتون منذ زمن طويل .. أو لم يتكونوا أصلاً !!! .. ولدت شهواتهم قبلهم ... أرى كل شيء كما قلت لك .. أصدق باصرتي فقط .. أسمع كثيراً و لا أصدق أذني .

أليس عندك حلم ؟

ربما .. لا أجزم ... حتى لوكان ماعندي ماتذكر فلن أتحدث عنه .. إذا تحدثت عن حلمك كثيراً فقد توهجه .. طاقته .



- أراك واجماً ...

- أعجبتني هذه الواجماً، أحب وجوم السماء لا نجومها ، أنظر إلى النجوم فقط نكاية بالجهلة من أبناء هذا الشعب ... يحذرون من ظهر الثآليل فيمن يبحلق بالنجوم، أتدري يا صاحبي ؟ لم أعد أستطيع التآلف مع شيء ، أحس نفسي غريباً عن كل شيء ، منفصلاً عن الأشياء ، أداري غرابتي فلا أحمل أحداً همي ، لا أكترث بنفسي ، آخر همومي حالتي الذاتية ... الشخصية ،لا أجيد الكلام كما يتكلم الناس الآن .. لم يبق إلا ان أمشي في الشوارع بالمقلوب و أكلم نفسي مثل الأجدب .. أفكر بالناس .. بالبلد .. بالدنيا ..



- آخ .... آخ على الرجال ! ... حرب الإنقاذ كانت أشدّ إيلاماً ، كلما ذكرتها أموت ثلاث موتات ، مكابدة الحرب ليست شيئاً ، أنت تتذكر أوقات الفرح الماضية بحزن لأنها فاتت ، و لا يمكن استرجاعها ... و تتذكر أوقات الشدّة بفرح لانك تجاوزتها ، في استذكار تلك الحرب يتناوب علي الفرح و الحزن ، أتوه بينهما ، ليتني أنسى كل شيء أتصدق ...؟ ... أسهر الليل و أبكي .. أفيق من النوم باكياً .. أتناول الطعام مع الدموع ... أبكي تحت اللحاف .. أبكي عندما أستحم ..

يعني آناء الليل و أطراف النهار .. يقول شهيد ضاحكاً ..

و على جنوبهم .. شربت حتى وصلت إلى أرذل الشرب .. يقول شوقي بضحكة أشبه بالحشرجة ... يتابع ...

عودة