-هيا ابن عمي، قم وارتد ملابسك فوراً.

سنذهب معاً إلى القرية، فلقد أهينت كرامة العائلة، والشباب مجتمعون في منزلي، وأنا جئت إليك بنفسي لئلا تتهرب من المعركة، فأنا أعرفك، وأعرف أنك اشتراكي، والاشتراكيون يبتعدون عن قيم القبيلة ومثلها وأخلاقها!وبالطبع يرفض هذا العرض، ليس لأنه اشتراكي فقط، بل لأنه مثقف، ولا يمكن أن يكون بلطجياً. وفي وقت لاحق يأتي رجل آخر من العائلة ويقول له: أعفيناك من الذهاب إلى القرية، وسنجري المعركة هنا. ويبدآن الصراع.. ولكن بلعبة النرد!

امتلأت المرأة الطيبة بالحماس وهي تسمع من زوجها وإخوتها قصصاً عن قائدهم الحزبي الفذ، الخطيب المفوه الذي يُرْعِبُ الاستعمار والصهيونية والرجعية بخطاباته الرائعة، وكيف أن البرجوازيين المستغلين الطفيليين يحاولون الإيقاع به فتتكسر محاولاتهم على صخرة صموده العقائدي ويقظته الثورية.

وفي أحد الأيام حضر "رفيق قيادي" من العاصمة وقال أن زوجة القائد الكبير تعبت من كثافة العمل الحزبي فهي الأخرى مناضلة، وأنها بحاجة إلى من يساعدها في أعمال المنزل.

وعلى الفور تطوعت المرأة الطيبة للقيام بالمهمة. وما هي إلا أيام قليلة في معاونة الرفيقة حتى هربت وعادت إلى القرية، وحكت لهم كيف أنها عوملت هناك معاملة الخدم، بل الرقيق، فالقائد طلب منها منذ البداية أن تكون صماء بكماء عمياء، وأما زوجته فكانت تمارس عليها أقسى أنواع الاحتقار. وتوصلت إلى حكمة مفادها أن الحكي والخطابات شيء، والتطبيق على الأرض شيء آخر.

عودة