عرس بأحلام العذارى والهوى



أضحى على شفة الجراح يلوب



هتفت بأغنية الخلود صبية



إني بزوبعة المنون أجوب



زنار خصري بالإباء ماغم



ودمي بمقتحم البلاء سكوب



وضفائري مجدولة بقذائف



قدر بوجه المعتدي رهيب



ركعت على قدمي معجزة الردى



وتلعثمت في راحتي خطوب



ما أشرقت شمس الضحى بشهادة



إلا تفجر في الصدور هبوب



زرعت «حميدة» في الصخور رفاتها



و «سناء» أم الفاديات تؤوب



ياروعة الأحداث جل سعيرها



جسد بأكفان اللهيب لهيب



- أنا الجولان يا وطن الجراح



سأرفع راية الثأر المباح



وأغمس في خضم الموت جسمي



لتحمر السماء على البطاح



وأحرق ليلي الجاني بكفي



لأزرع موطني ألق الصباح



فلا دنيا تنعم في سلام



إذا وطني تجزأ باجتراح



أنا الميدان ما شئت انتكاسا



على جثث الجمامم والأضاحي



لتحيا أمتي وطنا مفدى



حياة العز في جمر الكفاح





يا فلسطين أنت أجلى المعاني



إنك اليوم دمية الزعماء



ساوموا حقك الوجود انتفاضا



حين هفت عباءة الأولياء



وكأن الشهيد ليس شهيدا



بل صريعا مكفنا بالعراء



أو دفينا تحت التراب مسجى



قد توارى برحمة الرحماء



إيه يا عرب كم شجانا التأسي



واقتضانا مستعرب بدهاء



رقدت نخوة الفضيلة فيكم



حين دكت مساكن الأبرياء



أي عرب على القضية ناموا



واستظلوا مظلة السفراء

عودة