- سأتأخر كثيراً

قبل أن أحرق سفني في مهب الحبر

سأبحث عن قياماتي قبل أن أكتب

سأبحث عن المقاهي المزعجة قبل أن أكتب

سأبحث عن امرأة تأتي متأخرة دائماً

بعد منتصف العشق قبل أن أكتب

فليّ هذا التيه الفضفاض

لي باقة حبر وحديقة خسارات

وهذا اللهاث المحرق بين البرزخ والبرزخ

ونزيفي الأزلي هو طابعي الذي ألصقه

على كل طلب انتساب إلى ..

كل فكرة جميلة .

- أتذكر كما لا ينبغي

مثل ذاكرة أخيرة ووطن فاتحة

أبدأ بأسمائك الحسنى

في هذه المدن الغريبة

أيتها الرائعة كخطيئة دائمة في

أسفار الحبر

خلال هذا الغروب الحاقد.

هذا النبيذ لغير روحينا فطيري قليلاً أو كثيراً

قلبي يابسةٌ بلا مدى

بينما السنابل الحزينة ترقبنا عن كثب

لتنسج المدن التي تموت واقفة

من حرير الشوق

أسراراً أخرى لمحاربين يفلقون محيطات الغبار

في الدروب ...

بداياتنا الغامضة.

كبرنا .. كثيراً أيتها المجنونة

خرجنا من الأرصفة

خرجنا من الأشجار

خرجنا من المصابيح

والمقاعد الخضراء

خرجنا من الجرائد المرمية على

عتبات أعوامنا الملوثة.

أتذكر وأنت بعيدة عني الآن بآلاف الأحزان

وجهك المغرورق بقبلاتي.

أتذكر ريحاً تحصي هبوبي

وقصائد ترفرف في أبد الروح

أتذكر تلاً بعيداً

فيه خبأنا قياماتنا الأولى

وشحوب الكلام الأول

وعلى عتبات ليله العاشق

ذرفنا الوداع وشيخوخة الوجع الأزلي.

تلكم الأرض الأخيرة

خرجتُ من جرحها المزمن

سنبلةً

وشاعراً

ونبياً

وسماءً من النبيذ

وصباراً لبداية أخرى

وأتذكر

ماتت هناك

غابات المعنى

حينة خيول البرق كانت

تقطف عناقيد الأبد

أتذكر أيضاً

نسياني الوارف الظلال

وأتذكر كوباني

وهي توغل في الأبعاد المنسية

لذاكرة سحابة تخنق حروفها

وأتذكرني يتيماً في المطر

المطر يتييماً فيَّ

والقرويون يخسرون إلههم العالي على مهل

والإله البعيد يتكبد تراتيلهم ...

وغضبي.

عودة