-تمر علينا الأيام فتتداولنا ، و تتقلب بنا الظروف و الأحوال ، لتسكب فينا أحزانها و مآسيها ، و كثيرا ما تنطوي ذاكرتنا لتخبىء ما لا يتقبله المجتمع من أفعال ، أو نقوم نحن بكبت مشاعرنا لتطفىء ما يتّقد في الوعي من ذكريات ، ليجد المرء ولدنة الأبناء عبثاً ، و طيش المراهقة الحلو جهلاً و ضياعاً ، و معارضة اليافع تحدياً و تمرداً ، و كرم الشباب تبذيراً ، و صحبة الآخرين تهوراً و انفلاتاً .

-شيء ما يؤرقها في لحظات التأمل ، يمد برأسه من بين ثنايا النفس المتعبة ، كان راقداً مستريحاً و هامداً ، يفاجئها ، ينكش ذكريات طواها الزمن ، الرقابة المقيتة منذ الولادة ، و الكبت الشديد ، تناجي ربها و الحرية : " أين أنت أيتها الحرية المهداة إلينا ساعة الخلق ؟ .. كيف عمدوك بالأوامر و النواهي الصارمة المحددة بزمن يرفضه زماننا و يرفضها ؟ ... يا رب ... يا رب .. أنت ترى ما يجري لنا .. تراقبنا من فوق عرشك .. و ترى ضعفنا .. هل لنا إلا أنت نلجىء إليه لخلاصنا ؟ ..يا رب هل من معين إلا أنت ؟ .. يا رب .. ما زلنا ننتظر الخلاص " .



-التهم الزمن رحيق الروح ، و انسكب معتكراً في قوارير ملساء شفافة ، أخلاطه تتفاعل و تقترب من لحظة الإنفجار يسود الغموض النفس و الوقت ، و يدنو حذر ينذر بحدوث أمر لا يتوقعه أحد ... يتكوم الإحتقان منذ زمن ،تتناثر بعض الإحتجاجات في كثير من المواقع ، لكنها تبدو كلاماً من زبد ، ما تكاد تطفو حتى يبعثرها جدار من صخور عملاقة ، و يذروها الريح في كل إتجاه .

-وقفت تتأمل الشاطىء متخفية بلباس لا تحبه و لا تتقنه ، وحدها مع أمنياتها ، قعدت في مكان ينأى عن الضجيج و الحركة . لوحة من بحر و فلك و مدى ، نوارس تصافح الشمس كل صباح ، تبني أعشاشها عند أمان الصخور ، تتراقص بحرية ، تمد يدها نحو الأفق متضرعة بدعائها .

عودة