- لاأحد يدري أيهما اقترب من الآخر ينوي القيامة ، الشمس أم الأرض ، سياط من نار تمشق الخلائق ، تحرث في أجسادها أثلاماً متعرجة ، تغرس فيهاالموت، تمتص الحياة من الأبدان ، من الشرايين والأوردة، من وطر ونسوغ النباتات التي تحاول التمرد على سلطانها تدفع بها للموت قبل الولادة .



- بهر السماء في تغير لونها ،تخلت عن شئ من حلكتها ، محملة بعبق الموت تعبره ، جثث الأثين مسجاة أمامه ، وجوه سوداء نج دمها ، تجسد يطمس ملامحها ، ثيابهم ليست غريبة عن عينيه ، بوادر أسف وندم تسربت إلى رأسه دلت عليه اضرابات أجفانه على عينيه ، دفعته للوم ذاته ، العتب عليها لما هو فيه ، لو سمع كلام أبيه وعاد مسرعاًلما وقع في تلك المصيبة .



- صوت الانفجار دق أسماعهم في البلدة وغيرها ، سمعه الحسون، من كل بد سيصعق حين يسمع منه ما شاهد في القشلة ، لن يجرؤ أحد منهم أو من كان على شاكلتهم الإقتراب من الغيضة بعد اليوم ، الموت المؤكد بانتظاره أن تجرأ ودخلها .



تفقد أبو الغوالي راجلاً قافلة المسافرين معه يعدهم بالرأس ، تاركاً لمعاونيه المهام الأخرى ، مر بعربتهم مرور الكرام عد ركابها وتابع سيره لم يخطر ببالهم أن ذلك الشيخ الوقور القابع في زاوية مقعد العربة هو اليهودي الأبرص والإمرأتان اللتين معه هما ابنتاه ويحمل كل ما يملك ، أخفى كل شئ بعناية فائقة .



- أعلن توبتي واسلامي ، ألبس الثياب التي تريدها ، أعيش معك في البلد الذي تريد ، أقسم لك أنني لم أنكشف على غيرك ، سلمتك نفسي لأنني أحسست بأنك الرجل الذي يستحقني ويستحق أن أحبه من كل قلبي ، عندي ما ينقصك وعندك ما ينقصني ، نكمل بعضنا بعضاً ، أنت شاب وأنا صبية خذ بيدي وانطلق في هذا الكون ، دعنا نعش حياتنا كما يحلو لنا ماذا تنتظر ؟



عيونه في قبة السماء تراقب النجوم التي بدلت أماكنها في ليلة واحدة النجمات التي كانت على يمينه باتت على شماله ، النجم الذي كان في القبلة صار في الشرق ، تغير كل شئ في الكون في ليلة واحدة باتها خارج الشام ، رواده طيف أبيه ممسكاً بورقة ملكيته للأرض يريها إياه ضاحكاً، أمه تسأله الجميع أبوه وزوجته وإخوته ،أين هو؟ أين ذهب ؟لماذا لم يخبرني ؟

عودة