بعد نظر

افتقد الديك الدجاجة الصفراء، وبدأ يبحث عنها دار بعينيه، فلمحها في تلك الزاوية تمد بصرها إلى الخارج فاستبد به الغضب واستغرب جرأتها ووقاحتها

ولم يعرف كيف ساعده جناحاه على الطيران، واكتشف عندئذ أن منقاره ليس لالتقاط الحب والحصى، وإنما لأشياء أخرى.

خرّت الدجاجة الصفراء مغشياً عليها دون حراك بعد أن تعفرت ألوانها الجميلة الزاهية بالتراب، وتلوث رأسها بالدماء، فسكنت وبصرها للأرض وهي بين الحياة والموت.

أما الدجاجات الأخرى، فقد تركت نبش التراب، وتطلعت باستياء لما فعله الديك وتمتمت: "ما أقساه"!.

ثم رجعت تبحث عن الحب والطعام من جديد.

درس خصوصي

تململ الجميع، ونفد صبرهم وهم ينتظرون، وأعصابهم المضغوطة لم تحتمل كل ذلك الضغط على "الانترنت"

ثم بان الاسم وارتسمت العلامات

الانكليزي- العربي- القومية... كلها جيدة ما عدا الفيزياء والرياضيات....

وكانت صدمة كبيرة، أمسكته بعنف وهزته:

لماذا؟!.... لماذا

قال بعصبية أتبعها بموجات من البكاء:

يا أمي.... لم أكن أحب الفيزياء والرياضيات.

انبسطت يدها وتراخت أصابعها بعد أن كانت تقبض على حلم كبير كبير جداً.

طقس رديء

دخلت.. استقبلتها الموسيقا الرومانسية الناعمة، الهدوء زاد حزنها، وكأن الداخل انتقل إلى عالم آخر، كل شيء يفتقر إلى الحيوية والحركة حتى أصص الورود غدت جامدة لا حياة فيها...

جلست إلى الطاولة بصمت، ويدها تمسد شعرها وملابسها، هدأت قليلاً وعاد إليها توازنها.. بينما عيناها تتجولان في المكان، لم يقترب منها النادل، إلا بعد أن أصلحت هندامها، وسكنت روحها القلقة.

اقترب منها بحزن يحمل فنجاناً من الشاي وقال متأسفاً:

الآن رحل...... منذ عشر دقائق فقط.

عودة