-هذا الهواء العليل ، الهامس ،يهامس الطير ،وأحياناً يشدو للعبير ، وأنا لازلت حبيسة تحاصرني نظرات أصحابي ، وزملاء العمل ورؤسائي ، لن أتعرى أمامهم ولن أبوح ، لن أجعل حياتي نفقاً مفتوحاً لتمرير الكلام .

-لن أمكث طويلاً في بيادر المغتصبين . في بلد يستلب حريتنا ويحاول استعبادنا ، ويبدد مفاهيمنا ، ولا يقيم وزناً لوجودنا و لعواطفنا .

-الإنسان مكون من قوة وضعف، و هو ضعف إن ترك على سجيته لا يقود إلا إلى أبواب الموت. ومتى اجتاح العذاب الروح ، يبدأ العقل بالتململ ويصرخ القلب بحديث التوازن .

-كان يطفو عذابها على بحيرة أحزانها ، كلما تذكرت ماضيها الأسود ملتحفاً بغيم داكن ، لازالت حياتها جافة يابسة لم تورق ببسمة فرح تبارك أيامها ، ولا لمسة حنان كما كانت تتوقع حين قذفت بها الأقدار إلى بيت زوج يكبرها سناً . لم يستطع أن يمنحها طفلاً يمحو عن قلبها وهج الاحتراق .

يأخذها الرصيف لتحتمي من فضاء الترق .يتمدد الخوف والألم في روحها مللاً يكسو جدران عزلتها .صادروا أمها ، قتلوا أباها ، قتلوا أخاها ، قطعوا رجلي أختها ، دمروا دارها و اجتثوا أشجار الزيتون ، فهوت باكية حتى الجنون من حرقتها .

عودة