-لطالما تخيلت أني فراشة، لكن الفراشات عمرها قصير...لم يمد الله في عمري إذا؟! أتعبتني الحياة...

بعقل طفلة الخامسة درست في المدرسة ثم في الجامعة، بعقلها أصبحت سنة خامسة هندسة زراعية، ومع أن غدي

كان زميلي في السنة الرابعة إلا أن علاقتنا لم تتجاوز التحية ولم أكن ألأعلم عنه سوى أنه يقطن جبل العرب أيضا...

عندما تأخرت في ذلك العام عن الاهتمام بموضوع مشروع التخرج بسبب مشاكلي مع أبي ودعوى رفع الوصاية، التي مازالت تنازع في المحاكم،

جاء غدي وعرض عليّ الاشتراك معه في مشروعه!...

2-بعينين صافيتين واسعتين كانت ترقبه وهو يقترب من بعيد، لطالما وصلت قبله واستقبل ودها اعتذاراته.

لكنه في ذلك الأمس لم يقد أي اعتذار؛ كان يحمل كل اتذاراته السابقة، كل ودها المستقيل، كل ذكرياتهما معا في سلة أو قفّة،

ومنها طلب عود الثقاب، وعندما أضرم الناراستغربت أتراه يبرد وهما في "آب"، لكن البطل لم يكن يشعر بالبرد، ولا هو أراد أن يذوّب

جبال الجليد التي نشأت في داخله فجأة وباستحالة عجائبية.

3-حلمت بك... بيديك تمسكان بيدي لنحطم أوثان الطوائف وأصنام القوميات، حلمت بك لا عربيا ولا كرديا، حلمت بك إنسانا يبحث عن وطن

في إطار السماءويكره وطنا خارجا عنها... حلمت بك لا سنيا ولا علويا...حلمت بك إنسانا تنتمي إلى الله.. إلى من لم يحتكر مذهبا ولا دينا أوحدا...

لاشيء سيعوض ما فقدته بغيابك، لم تعد السماء زرقاء في نظري، كيف ستكتسب المسكينة لونها دون بحر...

ضائعة يا أنا..

4-يقولون "الشعوب الصغيرة في حاجة إلى خناجر كبيرة" فهل لشعوب وأدت أحلامها أن تحمل سلاحا...

شعوب تعتبر الحلم جريمة تحاكم عليه..حمل الخنجر ماذا إذا؟!.. من الكبائر ويستحق الرجم..!!

ليتني آمنت بنوم الشعوب.. فالنائم سيستيقظ حتما إن احترق بيته أو اختطف طفله.. والنائم سيقفز هلعاإن سمع صوت بكاء عزيز،

فهل الشعوب نائمة؟!

لطالما عرّفت لك السبات، أكنت تتجاهل التعريف من وقع نتائجه المرعبة، أم أنك اعتقدت بأن هذه الصغيرة بعمرها... صغيرة بعقلها أيضا...

عودة