- لماذا اختار "ناصر" أشجار السرو ؟

أولادي كلهم اختاروا شجرات مثمرة إلاهو.. أحاول كشف سر اهتمامه بشجرة لا تعطي ثمرا.. صحيح أنها تزرع كمصدات للريح ولكن دون ثمر يرجى منها.. هي دائما تتلقى الصدمات وربما تنكسر أحيانا .

"ناصر" يختلف عن إخوته في كل شيء ، وها أنا أحاول أن أجري مقارنة بينه وبين إخوته، لكني أعجز عن الاستمرار.



- احتد النقاش بين مؤيد لفكرة زواج "ناصر" وبين معارض له ، كان هذا بعد عودة الأخوة إلى منازلهم ، فالذي كان مع فكرة تزويجه برر أنه لا بد أن يرتبط "ناصر" بامرأة تقف إلى جانبه ، فهو بحاجة إلى من تفهمه.. هو بحاجة إلى تلك التي تعيد له ثقته بالمرأة، فكرهه للنساء بات واضحا ولم يعرف أحد سبب ذلك بل نسبوه لكون ناصر يخجل عندما يرى امرأة.

فالأنثى بالنسبة له مشكلة مابعدها مشكلة ومع هذا لابد أن يتعرف إلى إحداهن لتكون رفيقة دربه فلعل وعسى تزول أسباب الكراهية في نفسه للنساء.أما الذين عارضوا زواجه برّروا معارضتهم بأن "ناصر" يكره المرأة ، وارتباطه بإحداهن يعني عذابها معه وضمائرهم لا تحتمل تعذيب الآخرين. ومع هذا فقد أجمع الأخوة جميعا على ضرورة زواج أخيهم الأصغر فربما تغير من حال إلى حال أفضل.

أما النتيجة فلا تزال مرهونة بيد ناصر الذي لا يزال مصرّا على عدم الارتباط.



- نظرت في وجه والد زوجها وتظاهرت بابتسامة لا يعلم أحد مدى مرارتها في قلبها.

تابع الأب مزاحه وإطلاق النوادر كي يدخل السرور على قلب العروسين ، وناصر لايزال يستمع ويكظم غيظا في نفسه وكأن والده يحدثه عن أشياء مزعجة.. ضاق ذرعا من النكات الموجهة إليه من والديه، فما كان إلا أن حمل كأس الماء وألقى به بقوة على الأرض فتناثرت شظاياه في أرجاء الغرفة.

أصيبت "هناء" بذعر شديد خاصة وأنها لم تر سببا يدفع زوجها للغضب وتحطيم الكأس ، بينما خرج "ناصر" وصفق الباب خلفه وترك الجميع في حيرة دون أن ينبسوا ببنت شفه.



- لا أعترض عليه كشخص ، قالت "سوسن" لأمها عندما أخبرتها عن قدوم أم سليم تريدها عروسا لابنها ، لكنه كان زوج صديقتي "هناء" و"هدى" ، فكيف سأوافق عليه من جهة، ومن جهة أخرى ألا تخافين أن يكون مصيري مثلهما؟

هذا زواج تشاؤمي.

كيف سأعيش مع رجل مصاب بعقدة نفسية؟



- ما هذا الذي تقولينه؟ عن أي عقدة تتحدثين؟ وهل تعرفين عنه شيئا؟ أو أن صديقتيك أخبرتاك عن هذا الذي تنسبينه إليه.

أكدت "سوسن" أنها لا تقصد بكلامها أي شيء، لكنّها فسّرت لأمها أن رجلا فقد زوجتين وهو لا يزال في بداية حياته فلا بد أن يترك ذلك أثرا في نفسه وربما أصيب بعقدة نفسية.

عودة