-هل يستطيع المرء أن يكون بلا هوية، بلا انتماء لشيء محدد في هذا العالم، هذا ما حاولت امتحانه طيلة عشرين عاماا في الملتقى، دون أن أصل إلى نتيجة، لكني لا أعرف لماذا عدت إلى هذه الأمكنة القديمة، لا تأمل الأشياء من جديد، وها أنذا كما ترى، منذ أت وصلت تقريبا، لا أجد ما أفعله غير الصعود إلى هذا المقهى، والانسلال خلسة خارج أسواره، ومن ثم تأمل هذه القيعان الرهيبة، وبعد ذلك أكتب لك.



-كان مكتب الجريدة ينتأي خلف أسواق الخضار، وكان يوما شتائيا مشمسا تصفر فيه الريح، وهي تعب في فرجات البنايات ومع ذلك فقد اجلسني في الشرفة رغم البرد، كنت أرتدي معطفا عسكريا سميكا، خلعته ووضعته على ركبتي، قال:

"نحن نرتديه هنا فقط، عندما نجلس في الشرفة، نلقيه على أكتافنا، وأنت تخلعه

عودة