-احتجاج معلب :

جاؤوا إلى البحر .. قبضوا على سمكة تسبح بنشوة و حرية ... نقلوها إلى بحيرة خلف سد ترابي.

انزعجت السمكة كثيرا، لكنها لم ترفع صوتها بالاحتجاج ... قالت في نفسها : الحياة في بحيرة خيرا من الموت...

ما إن اعتادت الحياة في البحيرة حتى عادوا . نقلوها إلى حوض زجاجي...

انزعجت اشد من المرة الماضية لكنها لم تحتج و كتمت غضبها .

بعد أيام ووضعوها في علبة معدنية ضيقة أزمعت أن تصرخ محتجة ... لكن صوتها لم يستطع الخروج من وسط الزحام المحاصر بالحديد من الجهات.

-حب و سياسة:

كلما كتبت قصة تجرني نحو السياسة .... لكن هذه القصة قررت أن أجرها نحو الحب ..... لا شيء غير الحب

رفضت و شدت بكل قوتها باتجاه السياسة ، و أنا بكل قوتي باتجاه الحب...... تعنت كلانا ..... تمزق البطل بين أيدينا و سال دمه فوق الورق الأبيض .

-الطريق إلى النجاة :

كانت هي الوحيدة في العالم التي تستطيع احتمالك على هذا الحال . فلم تكن تخرج من البيت إلا قليلا بحجج مختلفة ، لكنك كنت تعرف أنها خارجة لتمنح جسدها لكيس مال على هيئة رجل يقذف في حجرها بضع ليرات ، لتجلب طعامك و شرابك ... و كتبك التي كنت تملا راسك بحبرها الأسود..... كنت تقول قبل ذلك لرفاقك أنها تملؤك ثورية و تشحذ همتك .......

-لذات :

أغوت حواء ادم فجعلته يأكل من الشجرة المحرمة ... غضب الله و طردهما من جناته الواسعة إلى ارض جرداء.

حزن ادم لأنه صار مضطرا للعمل كل يوم لتأمين الغذاء ... صار يتلظى بحرارة الصيف ، و يتلطع بلفحات البرد .... صار مبيته كهفا و فراشه جلدا ، و لباسه من أوراق الشجر الخشنة .

غضب ادم من حواء و لم يقترب منها أو يكلمها شهورا طويلة .... لكنه في ليله حاصرها ظلام كثيف ، و اخترقها برد قارس حاملا بروقه و رعوده المرعبة ، اقترب منها .. و اندس في حضنها ، فعرف لأول مرة في حياته لذة الدفء .... لذة الراحة ..... و لذة الأمان .....

منذ تلك اللحظة لم يفارقها ليله ... و أنجبا أولادا كثيرين .... كثيرين ليتمتعوا باللذات الحوائية كلها .

عودة