الصورة غير متوفرة

ـ كان للعيون في بلدتي لغة خاصة. كانت العيون مسنونة وحادة، أحياناً تذبح وأحياناً تبعث الرجفان، وتغري أحياناً وتقود إلى المطلوب. ولولا دقتي وخبرتي في لغة العيون لما عرفتُ أنها انتبهت لوجودي وأنها تلاحقني بعينيها بطريقة عالية الذكاء.

أن تستخدم عينيك بشكل مدروس، يعني أنك تخاف من أن ُتلتقط وأنت تسترق النظر إلى شيء تحب أن تمتلكه.

ـ حفار قبور.. حفرت أكثر من ألف قبر وحدي. رقيت فيما بعد وأسست فريقاً من حفاري القبور. إلا أنهم ماتوا جميعاً في ظروف غامضة وكان علي أن أحفر قبورهم بيدي. عششت في صدري أسرار كثيرة. بقيت حياً بسبب عقم لساني الذي لم ينجب كلمة واحدة طوال مدة عملي. أما الآن وبعد أن قررت أن أنتحر سوف أقطع لساني إن لم يكمل لكم هذه التفاصيل.

ـ قد لايبدو منطقياً أن يغادر رجل بلداً بسبب فشله مع امرأة. لكن حين تكون المرأة القوة الجاذبة لك نحو جميع الأشياء، أي حين لاتكتسب دمشق قيمة إلا من خلال هذه المرأة، فإنك حين تخسر المرأة، تخسر أيضاً ارتباطك بدمشق. وهذا ماحدث لي.

ـ نحن حكايات، أو أوهام حكايات سرعان ماتمحى مع موتنا. إن الحياة مملة. حين تعيش قصصك وتجاربك تكون منخرطاً فيها غير قادر على الفهم، وحين تكبر وتسترجع حكاياتك بتفاصيلها لاتتعلم شيئاً مفيداً لأن الأوان يكون قد فات.



ـ دمشق حكايات وذكريات تروى في المقاهي والبيوت وشوشة .. جميع الرواة يخفضون أصواتهم حين يتحدثون فتفقد متعة مهمة من متع الإصغاء إلى الحكاية، تفقد تلوينات الصوت، صعوده وهبوطه على صهوة النبرة، خوفه، فرحه، حزنه، توجسه توحده بالحكايات..

عودة