- رأى في الحلم في تلك الليلة طيران العدو يحلق في سمائه بلده وصواريخه تتقاطع كثيفة في سماه وما من مقاومة.

فكر ربما يريدون أن يباغتوا العدو بأسلحتهم كما فعلوا في حرب تشرين ! لاحظ أن الطائرات كانت تلقي قذائف تنفجر دون أن تحدث دوياً وأنها تسبب حكة تشد إله الكلاب. وبالفعل تجمعت عليه الكلاب وراح يجري وهي خلفه وعلى جوانبه حتى وصل باب حديد، فتسلقه ووجد أنه مخلوع .

كاد يسقط فوقه.

كل ذلك وطيران العدو ما يزال يقصف، لا هو يموت ولا الكلاب تطاله.



- صباح آخر جميل و"طرطوس" يرتدي زيها البحري والسمح يحمل عباءة السحر للبحر ، يستجمع بقايا الأصدقاء ويمضي حاملاً همّهم ورافداً نبضهم بنبضه، يحكي قصة الوجع كلاماً لليوم وكلاماً للغد يمتطي صهوة الرائح الغادي يستكشفه ويستجمعه باقة من حبق وورد وفيروز تغني أبدية الفن وزوال الساسة الذين ما استطاعوا تدجينها. صباح آخر وشمس أخرى تطل سلاماً عليهم وسلاماً على طرطوس وسلاماً على مصياف الحلم الذاهبين إليها.



- أسطحة "مصياف" تلمع تحت ضوء القمر مثل بحيرة مزروعة بالأنوار ، والقلعة في وسطها مثل جزيرة تتلاطم الأضواء على جانبها الغربي.

يدخلان المدينة التي تعمدها ليلاً بالأصدقاء يجتمعون حول النار ، فاكهة الشتاء ، والنبيذ الذي يشق رؤوسهم طرقاً إلى الانعتاق وتجليات الأدب والألفة التي وحدها عمرت الأرض منذ آلاف السنين .

عودة