- حالة العشق التي تؤمن بها، تتخطى الأسئلة والوجوه والخرائط والأعمار ، لاتخضع لاعتبارات الواقع والفكر والحسابات الدقيقة ، انها اتبثاق النار، ميلاد الفصول دفعة واحدة وفي سماء واحدة.

هكذا عرفته، وهكذا سطنها!



- كانت تخجل من إطالة النظر في عينيه ، تربكها نظراته التي لم تتحول عن عينيها.

شعرت بشيء ما يشدها إليه، ليس العشق تماماً ، لكنه الحزن الذي جمعهما ، ولعبة القدر نفسه الذي سخر منهما.

أحست أنه يشبهها في ملامح وجعه، وتمرده ، وجنونه ، مع اختلاف عمق تجربته وانعتاقه.

تبدد ذلك الخوف الذي كان يعصف بأعماقها عند مجيئها لمقابلته ، حل محله اضطراب أفقدها احساسها بالجاذبية، جعلها تسبح في فراغ بلا حدود ينأى بها عن مواقع الاستقرار.



- أتاها هاجس بأنها ستفقد عقلها من هول مفاجأتها بتسارع الأحداث ، صارت تتخبط ببعضها وفقدت السيطرة على نفسها ، أصبحت بحالة هياج شديدة، مما جعل الرعب يدب في قلب سكرتيرتها التي أسرعت وطلبت العون من طبيبة صديقة قريبة من عيادتها.كانت تريده بكل جوارحها، لم تتخيل نفسها منفصلة عنه، خوفها عليه من نفسه، ومنهم ، كان يأكل روحها.



- أخذت تكلم نفسها بيأس وهي تنتظر في قاعة المحكمة ، تتأمل أفواج البشر المتحركة بعشوائية "لم أسمع بشعوب على الكرة الأرضية مثل بعض أفراد الشعب العربي مطواع ، وقابل لكل شيء بدرجة مخيفة ، ثم يفتك الجنون بهم واحداً تلو الآخر ويجعلهم يقذفون جنونهم أينما حلوا، لاسيما أن القانون اختل توازنه هذه الأيام وصار ميالاً لمن يدفع أكثر.



- شعرت بحاجته إليها كما تحتاجه تماماً ، وربما أكثر، أكلتها أسئلتها "لماذا لايحاول أن يكون شجاعاً ولو لمرة واحدة في حياته، يصرخ في وجه القهر ويمنحني لحظاته الأخيرة ، لقد وعدني بوداع حميمي ، وعدني بأنه لن يرحل إلا وهو بين ذراعي؟".

عودة