- أنا لا أمزح حين أطرح عنواناً لسهرتي معكم "حماقات".. ولكني كنت أتمنى أن يرافق هذا العنوان عزف منفرد على الطبل. ولمزيد من المعلومات عن هذا الطبل أرجو الاتصال بي، أو بأحد اتحادات الكتاب في أمريكا اللاتينية. فقد كان له حضور رائع في كافة الأمسيات الشعرية، التي أقيمت منذ ربع قرن على الأقل وحتى الآن.....

البوادي التي باتت تقص شعرها في أهم صالونات التجميل، وتصبغ شعرها حسب آخر صرعات الموضة.. وتسافر من المطارات الأنيقة والفسيحة، وهي ترتدي قبعة العم سام، التي توارثناها مع بداية النهضة في أمريكا، محتجين بأن مصممها الأساسي من الصحراء الليبية، ولهذا فقد اعتبرنا صناعتها من الصناعات الثقيلة والاستراتيجية، بالرغم من خفتها على الرأس، وامتلاكها لجوانب سحرية في عالم المال والأعمال، فهذه القبعة تستطيع أن تحوّل النمور الآسيوية إلى أرانب ورقية في أقل من رمشة عين».



- وهنا أتذكر خسائر الرايخ الثالث الذي فقد ثلاثة ملايين ومئتين وخمسين ألف جندي ، إضافة إلى ثلاثمئة ألف مدني ، قتلوا تحت قصف الحلفاء ، وقتل مليون ونصف مليون ألماني من سكان المناطق الواقعة خلف خط جودر- نيس وقتل مليون ألماني في الاتحاد السوفييتي ، وبولونيا ، ورومانيا ، والمجر وتشيكوسلوفاكيا... أي إن القتلى شكلوا عشرة بالمئة من الشعب الألماني. ورغم هذه الأعداد الفلكية للخسائر الإنسانية، إلا أن ذلك لم يتحول على ما أعتقد إلى أغان تمجد الموت، أو لوحات تخلد الموت.



- ولن أستغرب يوماً أن أكتشف أن هذا القرن بدأ يأفل ، دون أن تحقق القرية بناء دورة مياه بالمواصفات الإنسانية كاملة، التي تتطور سويتها بتطور الاتصالات الحديثة ، التي تجعلك تمتلك الأشياء ببطاقات الائتمان دون أن تدري ما ترغب شراؤه، أو بناءه ، أو امتلاكه ، أو حضوره ، أو الاستفسار عنه.

وبمنتهى البساطة تضحك عليك أية سلعة ، وتجعلك أسير عبيرها الفواح.



- إذ فجأة حزمت حقيبتي، وتركت ألواني ولوحاتي وأوراقي وكتبي وقفلت راجعاً بخيبة رجل نسي علاقته بالزمن ، ولم يحسن في يوم من الأيام تقدير المسافات الزمنية في أي أمر من الأمور ، مهما بلغت من بساطة أو تعقيد ، ولكني أحترم مواعيدي ، ولا أحب أن أتأخر عن موعد ، بل غالباً ما أحضر قبل أي موعد بوقت طويل للسبب ذاته ، فأنا أخشى عدم التذكر حين يتطلب الأمر ذلك.

عودة