- عندما انصرف أبي إلى شأنه وتركني شعرت بأني أخرج من "أناي" القديمة لأدخل في "أنا" جديدة.. تلك "الأنا" التي تعودت على النظر إلى الأشياء دون أن تفكر فيها أو تسأل: ماهي هذه الأشياء ولماذا هي؟ هل هي كما نراها أم كل شيء يحمل سراً مغايراً كشجرة الورد؟ ولكن ماقيمة هذه الأشياء إذا كانت تحمل أسراراً لاتستطيع إذاعتها أو نقلها إلى الآخرين ومالحكمة من خفائها واسغلاقها؟ هل نكتفي بالنظر إليها أم نتأمل في مكنوناتها وفي ماورائها وحولها وهل لها صلة بما يحيط بها؟



- يقال أن أبانا بكى كثيراً وبكت أمنا معه ويقال : إن دموعهما كانت من الغزارة بحيث شكلت مجرى أمامهما كأنه نبع ماء .

ويقال أن نحيبهما ارتفع صوته إلى السماء فسمعته الملائكة فرقت له وحزنت فناداه كبير الملائكة بصوت عال: لاتبك ياآدم فلقد أحزنتنا واعلم أن خطيئتك التي أوصلتك إلى هذا المكان هي التي ستخلصك من شروره. اغرس فرع شجرة الورد الذي اصطحبته معك أمام خيمتك وسوف ترى أن كل شيئ سيتبدل وأنه سيمتد منها نور تهتدي به أجيال كثيرة من ذريتك إلى أبد الآبدين كما ستضل بها أجيال أخرى من سلالتك نفسها.



- في مكان ما من الجنة مسح الله بيديه على ترابه فضحك المكان وأشرق وتلألأ نور ثم أخذ شكل شجرة ورد.. نظر الله إليها فرآها جميلة فقال لها تكاثري ، فتكاثرت ثم أوصى أن لاتمتد إليها يد إلا بإذنه ثم قال: من هذه الشجرة سيمتد نور ينتشر في كل مملكتي فمن تبعه ومشى على هديه فسوف يفوز فوزاً عظيماً.

عودة