-كانت ماتزال في الحمام، بينما كنت أجلس قرب المدفأة أشرب الكونياك وأدخن، عندما اكتشفت أنني لم أعد متحمساً لامتلاكها، كما أنها ليست فريسة تستنزف في ليلة واحدة. وبدأت أستعيد كلمات جدتي: حذار يابني ، فاللآلئ لم تعد كنوزاً مدفونة في أعماق الأرض! إنها بين أقدامنا تنتظر من يكشف عنها ويصقلها لتضئ ماحولها. كانت جدتي معجبة بهذه الحكمة، وكثيراً ماكانت تضيف: حذار من استنزاف ماقد تمتلك، فذلك يفقد الشيء قيمته، ويجعله مبتذلاً.



-ياأمنا البسيطة الطيبة، متى يحين عطاؤك؟! والدتي مدمنة على المر، اقتصد من قوتنا كي أسدد نفقات علاجها الذي لايريد له أطباء بلدي أن ينتهي. ومن يدري فقد تمرض طفلتي أو زوجتي أيضاً، وحينها سينهش الأطباء لحمي ويفصصون عظامي.. وتمضي الحياة حلوة! نفكر في غد لايبدو بعد أنه قادم. وأمنا ، متى يحين عطاؤها، فتعيش طفلتي، إن لم أعش أنا خصب الحياة وامتلاءها!



-اشتهرت أم ربيع ببشاعتها الفادحة إلى الحد الذي كان يدفع بأصدقاء زوجها وبجيرانها من الرجال إلى الحوقلة والبسملة والتف كلما رآها أحدهم مصادفة . ولم يكن للزوج حول أو قوة إزاء هذا الزواج الذي فرض عليه بقوة سلطة العائلة.

مساء ذات خميس. كان أبو ربيع وشلة من الأصدقاء الثلاثة يتحلقون حول مائدة من مشاوي مقصف العجلوني المشرف على ساقية بردة في ربوة دمشق يكرعون العرق مستمتعين بالمنظر الجميل متلذذين بمازة إكسترا تسبق المشاوي.

تجرأ أحدهم بعد الكأس الثانية سائلاً أبا ربيع كيف أنجب من أم ربيع بالذات ثلاثة أولاد!

صب أبو ربيع لنفسه كأساً جديدة من العرق فتشجع صديق ثان مكرراً السؤال ذاته



-حسناً مادمتم مصرين على أن تعرفوا السر قال الرجل، ثم أخرج من الجيب الأيسر لقميصه صورة أم ربيع . أضاف بأنه يحمل تلك الصورة في جيبه خاصة في سهرات كهذه! لماذا؟ اعترف بأنه ينظر إلى الصورة بعد الكأس الثالثة فيجد صاحبتها أقل بشاعة مما كان يتصور. ومع الكأس الخامسة تبدو له مقبولة وعادية. أما بعد الكأس السابعة فيراها امرأة . امرأة حقيقية فيهرول إلى مخدعها!

كرع كأسه السادسة، أخرج الصورة من جيبه، حدق فيها، ثم في الأصدقاء مبتهجاً : هكذا أنجبت منها ثلاثة أولاد!

عودة