- أهي الألوان مايجثم فوق صدري كخناق مستمر دونما رادع..؟

لم أدرك بأن الفصول تستمد مناخاتها من مستويات رؤاك، لتأخذ طابع التوالي في سباق الأحصنة المتناحرة للفوز بعتمة الزمن، فهل حاولت زرع هذا التوالي في عتباتي المظلمة.. كي لا أتنفس منذ الآن قضية الأمس ومطبات اليوم ومرتفعات الغد..؟

أكان ذنبي الأوحد تفويت الفرص بمعناها الرخيص.. ولعني رخص الأيام أمام علوّ الأفكار..؟



- الحكايات لاتموت ، لأنها الفرضية الأكثر عصياناً على برهنة الحلول الجاهزة.

الحكايات تلقي بدثارها الطفل على كتل ماتبقى من هلام مروض للأجساد، فهي الوحدة المتحركة الضائعة معك أينما كنت، لتبقى يتيمتك، ولتنفرد بالزوال الطيف لحياتك وبالرسوخ الطيف لموتك.

إنها حتمية العربشة السرية على سياج الخلاص الوهمي ، الذي يولد من رحم الضخامات السريالية للإنسان التائق إلى تهريب أفكاره عبر أرض متخمة بكافة ألغام التهديد الشامل.



- تذكرت بأن ص هو من زرع فينا جميعاً الحقول الخضراء، ثم سقاها ورعاها ، فأنبتت ذاكرة لدمعة لاتعترف إلا بالعيون لغزاً للصدق، الذي يغازل الروح برؤى مخلصة ، تأبى الظهور إلا في مكانها وزمانها المناسبي ن، ربما على شغاف القلب بأناقة الاحترام الذي يبديه صديق بدأ يكتشف نفسه لأجلك، حين أدرك بأنك قد كشفت نفسك لأجله، فالمسألة لاتخضع لمنطقة الأحاسيس وإدراجها أزقة تقليدية، تشكلها رتابة السؤال عن شخص ما.. جار ما.. أخ ما أو حتى عدو ما..



- التقيا أخيراً.. كانا كقطبي سيرة انسانية لاتدركها مساحات الدهشة المتوقعة، ولافرضية العبث بسواغ الأمكنة، فنال خالص التوحد أجمل بعدِ كلّله صوته الجريح، وهو يحدق بمجرة الحزن الاسبانية المنبثقة من عينيها والطائرة بوقار في رحاب روح تذرف كتلاً من لؤلؤ الوعي.



- البرد يتكلم..

مامن سبيل آخر إلى اللاحياة..

مامن نقاط حبر أخريات.. مامن أناشيد تشهد.. مامن ليل يمضي..

البرد يزحف.. يعتلي صهوة المعقول من حلم جندب، ذكر أسمه أخيراً في روايات السحاب.

البرد يغطي معظم ألوهيته شعراً، أشبه مايكون بحائط مجون، وأقرب مايكون إلى لزوجة فناء مبهم.. إنها البداية مرة أخرى.. ذلك العذاب المؤرق والمرمي في حاويات الظلام..

عودة