- الاسفلت كحلي لماع ، رشه الليل بمائه فاغتسل ، ولم يجف بعد.. وللسيارات القليلة العابرة آثار رمادية ترسمها الاطارات السوداء كمدارج صغيرة منمنمة تغري بالثرثرة.. ولكن مع من؟

دائماً أقرع نفسي "لماذا لايكون لك انسان يشاركك ماأنت فيه ، فرحاً أم حزناً، لماذا أنت وحيد؟ أليس في هذا العالم الملياري شخص واحد يحتملك وتأنس به؟



- البحيرة لاتسأل ، ولاتهتم ولاتشك.. هي تعرف دون أن تسأل.

أحضر فتستقبلني بمهرجان احتفالي خاص ومتفرد.. أقف على السياج فأصبح محور عالم الضوء ونقطة ارتكازالأعمدة التي تحمل البحيرة.. أبول عليها فتقرقر فرحاً وتتراقص خصلات موجها على وقع مائي.. أتأملها فتفتح لخيالي آفاقاً لاتحد.. أقرر مغادرتها فلا يكلفها ذلك أكثر من غرغرة صغيرة أو حركة سعف نخلة أو تهويمة حشرة لاأعرف من أي فصيلة أو نوع.. والأجمل ، الأجمل بامتياز أنها تبتسم عندما أبتسم، نفس الابتسامة الخاصة الحيرة والمربكة والمثيرة للشكوك والأسئلة.



- المرأة متزوجة ، وحامل على أهبة الوضع ، وكل تقاطيعها أقل من الوسط.

ليست جميلة أبداً ، لولا هذا الشعر المائل على جانبي الوجه الذي يميل معه قلبي.. ثم إن الطريقة التي رتبت فيها هذه الأشياء المتنافرة تجذبني إلى الأمام.. وعندما أصل إلى قناعة بأن الطريق طويل وموصد في نهايته ، أعود إلى البحيرة والورود وانتظار تلك المرأة.. هي تأخذ الوردة وتبتسم، فتنتشر الظلال الصفراء على الكون وتفسح لعالم واسع من الحب، لايعرف الطرق والتشعبات والسدود.



- الوقت ريح هاربة تجري. و"عبد الرحيم الصالح" يراوح مكانه مذ ولدته أمه.

لماذا ترواح في الأمس واليوم والغد يا"عبد الرحيم"؟.. تأتي الأشياء والناس والمواعيد والفرص و .. فتحط عنده برهة، وأمام تقاعسه لاتجد سوى الرحيل..

مر العمر كأنه في هذه الدنيا وليس فيها..



- على البحير الأشياء غير الأشياء.. والبحيرة ليست هي البحيرة التي ركن إليها يوماً وأغرق فيها شياطينه التي ولدت معه وظلت تنمو معه فتطارده وتعذبه.. وتتقافز أمامه المرأة.. ينظر يميناً فيراها. وينظر يساراً فتنط أمامه كجنية.. وتداعبه من الخلف إذا استدار ايماءة الشعر الأشقر المنسدل على الوجه حتى يغطي كيانه.

عودة