- كنت تقولين لي، فيما أنا أمشط الأرض بأصابعي، وأرضع حليب الأعشاب اأخضر:

هل تعرف ماتحت العشب؟

وكنت أتوهم أنني أعرف:

ليس تحت العشب غير الحلازين النائمة والديدان خمرية اللون التي تتأهب لإطلاق الربيع في ميعاده

لعلك كنت تريدنني أن أرى – تحت العشب – مايخص قلبك الدامي، من رماد عظام الأموات.. والبقايا الباقية من دموع أجدادك القديسين..

لعلك كنت تريدين أن أرى المغزى.

وكنت أحاول أن أرى.



- يرقد الميتون إلى جانبي في السرير ولكنهم لاينامون!

يرجونني أن أكون صديقاً لهم ورفيقاً بآثامهم

يشهقون من الخوف مثلي

ويبكون مثلي

ويرتجفون من البرد

يرمون آلامهم فوق صدري كأني وسادتهم

ويقولون لي: لاتنم

لاتدعنا وحيدين

لاتبقنا في عراء الجنون الذي نتسكع فيه

فقد تعبت روحنا وضجرنا من الموت

خذنا إلى وردة أو نهار

وجمّل تعاسة أعيادنا بالأغاني



- نعشق الأرض حيث ننام.. ونحرسها من جنون فضائلكم

لانخون، ولانقاتل

لانتسلى بإطلاق نيراننا في الهواء إذا ماضجرنا

ولانشرب الدم

لانعتدي

لانعد الذبائح كي نتودد للأولياء بها

لانؤله رباً، ولانتقرب – خوفاً – إلى وثن

نحن أهل التراب الجميلون

أسلاف خيبتكم وشهود معاصيكم

طيبون، عراة، ودودون..،

لكننا

مضحكون قليلاً.. لأنّا ندبّر أعراسنا في الظلام

وحمقى قليلاً..

لأنا نحب الحياة التي تكرهون.



- أنظروا .. حيث لاتنظرون

في الظلام الذي هو أنتم وقد صرتمو خالدين

في الهواء انظروا،

في الصخور الجليلة،

في النور،

في عفة الماء،

في جريان الزمان السخي على الأرض..

في الأرض،

في كل مايتبدى لقلب المسافر من شجن وحنين وفي الأرض

في حيرة الأرض، في ندم الأرض: في الأرض..

حيث تنام العظام وتغزل أسرارها من حرير الظلام

وانظروا في الظلام.

في الظلام

لكي تبصروا كيف يزدهر العشب فوق سطوح مقابرنا

وتفوح عقول النباتات من حولنا كالأريج السماوي،

حيث تذوب قلوب الفراشات في النور.. كي تبهج الأرض.

عودة