-كان القلب ينتفض طائش الوجيب، واهن الحذر.. بت في الديار. جمجمت بأجمل حروف لأحلى قصيدة.. الجيل أمامي.. الجيل الذي سفحت على عوسجه معصيتي وأغدقت على فوديه أغانيّ. وعى فأنصت، هو والحقب وسعي الفتى الذي كنت على شوكه وصخره.. راجعني هواي وغواياتي فناداني الخفير في مطار بيروت.

قال : ألست الذي يختلس غفلة الرقيب كي يجوس في أرض الوطن كرجس؟



لماذا باتت كل الصلوات الأخرى لاجدوى لها لديك؟ ألأنها صلوات في كلمات؟ الآن الكلمة ماباتت تعني شيئاً؟ لماذا ماتت الكلمات في هذا العالم قبل أن تخلص الانسان كطفل لفظته أحشاء أمه قبل أن يحول نبياً سوياً؟ نعم ماتت الكلمة قبل أن تشارفها ريح النبوة.

لماذا اختار بوذا أن يكون كزهرة اللوتس؟ كل تماثيل قدت على شكلها.. ألأنها توحي بالعدم؟ كل ماحولنا فناء.. الكوكب الرقيق الذي تغمس فيه شفتيك تبارك إذن الكوب وهذا الجدار الخشن الصلد الذي يعتمده رأسك حين تجهده الأفكار..



الغابة مخيفة تحفل بالأسرارظز من يرودها يصبح آخر، يبتلعه نهم الموت أو الحياة.. الحياة والموت سيان.. على مشارفها تمتلىء الرئتان بريح الفناء حتى ليصبح الإنسان بعضاً منه. الذين ماتوا من أجل أن تأكلهم السباع. لم يحتملوا أن يجوع وحش. الذين ظلوا أحياء، ماعلوا إلا كي يستمروا بالتأمل والألم... لم يجدوا من يحمل وعثاء اليأس فظلوا مسمرة عيونهم على العذاب حتى يبلى العذاب.



تزعم أنك وحيد.. أنت تضحكني ياأحمد..

لايقدر الرجل أن يكون وحيداً ..

على عطفة أي شارع تستطيع أن تجد امرأة ما فيكون لك منها ولد وتستمر حياتك، وتستمر الحياة..

أما أنا .. هل تدرك وحدتي؟



غير أن الرجل والمرأة عندما يعيشان معاً يصبحان بعضاً من المجتمع، خلية من خلاياه. الزواج حبل وولادة والعصاة ينتهون دون خلف. انهم زرع لاجذور له. أردنا أن يكون زواجنا معصية من معاصي معاصينا، ثم وجدنا أن الزواج لايمكن أن يكون إلا وقاراً اجتماعياً. عندما تفكر بضرورته ينتهي عصيانك. ماهي القوانين ياأحمد؟

عندما يفكر الانسان بالنظام فإنه ينظر إلى المرآة، يملي على المجتمع نظام ذاته. قوانين المجتمع منقولة عن علاقة الأعضاء ببعضها، صورة كبرى للطقوس التي جسد الانسان. عندما أردنا أن يكون زواجنا بدعة تحدينا الحياة في أروع صورها، كذبنا عليها وعلى أنفسنا. كنا سخيفين.. ظننا أننا نعتلى على القدر إذا عشنا معاً دون أن نقف أمام الكاهن كأن ذلك شيء خطير وعظيم.

عودة