- المجتمع بحر يلتهم جهوده وجوفه ويرمي له بالفضلات وبين الطفولة والشباب رحلة صبيب يخترق مسافات الرمل والحصى ويدفع أمامه حلم الوصول المحمل بالأسماك وألوان أشعة الشمس الذهبية وخصلات القمر الفضية، عبق الأزهار وطيب الأشجار ورائحة عجين الأرض ودموع الملائكة المنهمرة على التلال والجبال والتي تنزلق إلى حضن المجرى حاملة سلام السماء للأرض بعد دورة ركض منهكة مزقت فيها أحشاءها ودفعتها إلى أحشاء البحر.



- لقد عاد النبض القديم . تصاعدت نيران الشوق لتضرب في عروقه طبول الحياة ولكن هل لديها ذات الشعور لربما كانت تريدني لغاية أخرى لاتتوقف الخيالات والاحتمالات السيئة من دماغه عيناه مشدودتان إليها ويداه مقيدتان بزمن الفراق والحسرة يترامى دائماً في هاجسه أنها ستندفع فتقبله على خده قبلة بلون شعاع الشمس وهيكل القلب وأنها إن لم تفعل فلن تكون صاحبة القلب الدافئ والحب الذي يعمر الدنيا فرحاً وفراشات.



- الكرامة والعمل والبؤس.. ياللمتناقضات كيف تجتمع في وعاء واحد . شعار الحياة والعصر العظيم: من يعمل قليلاً يأكل كثيراً ومن يعمل كثيراً يأكل قليلاً.

إنها صورة كاريكاتورية سيحتفظ بها الملائكة معلقة على باب جهنم وبجانبها ميزان ذو كفتين، فمن كثر عمله وقلّ مكسبه سيدخل النار بكثير من الفخر .. ومن قل عمله وكثر مكسبه سيدخل النار بكثير من الانكسار، وستقسم النار إلى قسمين بعد إلغاء الجنة من قاموس الحساب وسيسأل الناس بعضهم بعضاً فبأي نار أنتم داخلون؟



- مدينة السحاب هي مدينة الابتسامة الدائمة حيث تموت فيها الأحزان لحظة حدوثها.

وفي غمرة الاحساس بالنشوة اندفع ذو النون ليتلقط أناملها مخترقاً الجموع ثم ليقفزا في ماء البحيرة بين تصفيق وحب في مهرجان نشيد السلام لمدينة السلام فالماء كالدموع لكنها شموع تضيء للقلوب معالم الأمل فيرحل الضياع قوافلاً لعالم بعيد.



- إن الولادة والموت سر التكوين شكل البحث الميؤوس عن معرفة حقيقة أبعاده إلا أن الأمل هو فعل الحركة لبدء الولادات الدائمة في عالم يريد إخفاء هوية الموت الذي ينتشر في كل زواياه فالأمر الذي لانستطيع قهره ندعي نسيانه كيلا نظهر عجزاً في أنفسنا أو لعلنا نستطيع تجاوزه عبر فضاءات الخيال والوهم بتعزيز وجود نقيضه.

عودة