- كان يحبها وكانت تحبه

قال لها: الزواج مقبرة الحب.

قالت له: لاأومن بحب لاينتهي إلى زواج

فافترقا..

والتقيا

قالت له: علمتني الأيام أن الزواج مقبرة الحب

قال لها: علمتني الأيام أن الحب دون زواج هدر للروح.

فافترقا ثانية.



- ذهلت الطفلة. أبوها توقف عن الكلام"الكبار أمرهم محير، حتى أنه لم يكمل كلامه". وضعت كفها تحت رأسه تريد دغدغته كما تفعل عادة، فتلونت يدها بمادة لزجة حمراء فبكت وحملت أعوامها الأربع وهرعت مذعورة نحو بيت خالتها في الجهة الأخرى من المخيم. جديلتها تتطاير في الهواء وفردة حذاء في القدم والأخرى انتزعتها الأنقاض، وأصوات تفجيرات تلاحقها وتنفجر أمامها وخلفها. هذه الأصوات تختلف عن ألعاب الأطفال التي اعتاد صبيان الحي مضايقتها بها، لابد وأن الأمر كله مختلف هذه المرة. حضن خالتها ليس دافئاً كعادته. وهي الأخرى ترتمي في زاوية المطبخ قرب النافذة وترفض أن تتكلم. ياله من يوم فارق فيه الكبار عقلهم.

- قالت له وهما على افتراق:

الشمس وقت المغيب أحلى.

قال لها:

لأننا نستطيع التحديق فيها.

- كانت العتمة في هذه الليلة تجعلني أرى الأشجار على شكل خيالات غير محددة المعالم. وللحظة ازدادت العشوة بفعل اشتداد انهطال المياه وغيوم سوداء أعلنت استيلاءها الكامل على صفحة السماء حتى باتت أضواء المعتقل تصلني من هنا وهناك على شكل خيوط باهتة بالكاد تفلت من الظلمة ومايشبه الضباب، فأشعل السجانون في أكثر من مكان مصابحهم اليدوية الكاشفة شديدة الإبهار ليطمئنوا على سلامة الوضع

- دمع منهمر من عينيك، وقدماك داميتان من نهش الصخور الصماء كقلوب العربن وأنت وراء الحياة تسعين، وحاجز يهوة المعزز باتفاق الخليل لايجيز للأطفال المرور نحو الحياة، فيا بنية أين الدليل؟ وشاؤول يحرم الجميع،طفلاً ورضيعاً، ألا فليحرق الجميع.

هل عدت كسيرة الخاطر مفطورة الفؤاد؟ أين نذهب منك بوجهنا الأغبر؟ وهل بقي لنا وجه أو فؤاد؟

عودة