-فكرتنا عن الفتاة الأجنبية مخالفة بعض الأحيان للحقيقة. كنا نظن فتيات الغرب إما متعجرفات أو صائدات رجال.. وهذه واحدة – ومثلها كثيرات – لاينتمين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.. مجرد فتاة ناضجة تعمل على مساعدة شاب غريب في أرض غريبة.

-رغم تعصبي ضدها لم أستطع إلا أن أعجب بشخصيتها. ثقتها بنفسها، لطفها واستعدادها لمساعدتي كما ساعدت أخي من قبلي، ثقافتها، اطلاعها على كثير من الأمور التي أجهلها، أمور جعلتني أعجب بها ولاأمانع في خروجها معنا. ووجدتني أفكر " هل أنا فعلاص متناقضة كما وصفني أخي؟ .. هل حقاً لم آخذ من الغرب إلا القشور؟ .. أم هل أنا ياترى كأخي الأكبر متعصبة ومحدودة وإن كانت ثيابي تظهر عكس ذلك؟!

-كنت بعد تلك المدة قد وصلت إلى قراري. أيتها البلهاء.. خاطبت نفسي.. إذا كنت تريدين للآخرين أن يروا عقلك وأفكارك فلماذا يكون جمالك هو أول ماتقع عيونهم عليه منك؟ إن من يريد الترويج لشيء ما يعرضه بطريقة نشد الأنظار نحوها.. فكيف تنكرين أنك تروجين لجمالك في حين تعرضينه بهذه الطريقة؟.. ولماذا استأت وشعرت بالإهانة عندما فهم حبيبك مظهرك بطريقة مختلفة عن تلك التي أردتها له؟ وعدت أسأل نفسي، هل أنا حقاً متناقضة؟ أحقاً يتنافى مظهري وملابسي مع مدى احترامي لذاتي؟ .. وهل يعني هذا أن عليّ أن أغير أحدهما ليتناسب مع الآخر؟ .. وإذا كان الأمر كذلك فبأي منهما أضحي؟..

-عندما خرج أبوها من بيته في الصباح كانت تظن أنه سيرجع. وعندما خرج منه عصر ذلك اليوم تأكدت

من أنه لن يعود..! لو كانت تدري أن وداعها له في الصباح كان الوداع الأخير لأطالت عناقه.. لأطالت تقبيله.. لقد أخبرته مراراً أنها تحبه.. لم تدع مناسبة تمر دون أن تفعلذلك.. رغم أنها لم تكن تظن لأن سيكون هناك وداع أخير.. على الأقل ليس باكراً هكذا..

لماذا نؤجل العناق حتى آخر لحظة في الوداع؟!!..

- الحل ليس في التخلي عن الحب والتضحية ونكرانهما. الحل بيدك أنت.. اعرفي قدر نفسك قبل كل شيء، ثم حقوقك وحقوق زوجك عليك. الزواج بناء، والبناء لايقوم على دعائم متناحرة متنافرة، أو ضعيفة لاتقوى حتى على حمل نفسها. لاتخافي من أن تحبي زوجك، وإذا مافعلت فكوني له إذا أردت، أما إذا ماشعرت يوماً بأنه يعاملك معاملة السيد.. تعاملينه بالحسنى فيكافئك بالجحود.. يطالبك بالزيادة بينما يستمر هو بالتقصير.. عندها فقط خذي مركزك وعودي إلى موقعك، وذكريه بأنك لست جارية في مطبخه، ولامربية لأولاده، إنما أنت ببساطة في مؤسسة زواجكما شريكة لكل أمور حياته، فإن شاء وأحسن احترامك ومعاملتك على هذا الأساس حصل على الكل معاً، وإن لم يشأ، خسر كل شيء..!

عودة