في نسيج قصصي مليء بالشعر، تقدم هالة المحاميد لوحات تسمح لنا بقراءة عوالم الشخصيات من الداخل، ففي أحيان كثيرة، لانعرف اسم الشخصية ولالون بشرتها ولا الأقمشة التي ترتديها، لكننا نسمع نبضها، أو لهاثها، ونشم رائحة وجعها، ونرى لون دمها، ونحس بدفئه، وبالصقيع الذي يحيط به. نحن أمام صراع بين الوطن أو المدن التي كم نحب! وبين الوطن – المدن التي تعد بموت أكثر برداً، وغربة لاتستقر وأمام الحب المحاصر أو المقتول، وأمام الحلم المتكسر، الذي لانستطيع أن نقف حراساً لحطامه، ولانستطيع أن نركله نجد أننا غرباء إلا من بقايا صور مشوهة تختزنها ذاكرة مثقوبة .. وإذ يفلسفنا الموت نفلسف الحياة ونرسمها بفرشاة لاتخلف إلا دوائر سوداء في كل دائرة نهاية حلم وبداية حلم مريض

وهكذا فلأبطال قصص "هالة المحاميد"، أن يحتضنوا انكساراتهم وأحلامهم الموؤودة .

أخيراً لنا أن نقول إن قصص المجموعة واحدة من الشهادات الوجدانية الهامة على لون وطعم ورائحة الحياة المعاصرة الآن وهنا.



عودة