في صحوتها الأخيرة ، بدت وكأنها برأت من كل شيء.

وجهها يسبح في هالة من نور عجيبة ، جلست في سريرها وطلبت طعاماً وقهوة.

تناولت لقيمات وعادت وأسندت رأسها إلى وسادتها ، ضحكت وهي تقول : رأسي ثقيلة مثل السكرانة ، أمينة اعملي لي قهوة كما أحبها ياحبيبتي ، أغمضت عينيها ، غمرني التفاؤل ، كنت أنتظر أن تفتح عينيها لتقول لي بأن كل مامر كان وعكة ، ستقوم من سريرها فوراً.

تمشت نشوة في بدني ، التفت نحو أمينة ، كانت تقف بالباب وبيدها صينية القهوة ، وجدتها تعيش الاحساس ذاته. عدت أتملى وجهها من جديد ، تنفست بعمق وبصوت أثار مخاوفي من جديد.

تنفست بعمق وبصوت آثار مخاوفي من جديد ، اندفعت من أنفها كتلة دم متخثرة وبقيت هناك.

قبل أن أصرخ رأيتها تفتح عينيها وتقول وابتسامتها تملأ وجهها الجميل : سامي عدني أن تدفنني بجانب قبر هاني حين تعثر عليه ، أمينة وعائدة شاهدتا وصيتي .

ماتت أمي ، يدي مطبقة على يدها الهامدة داخل قبضتي المتشبثة بها .

قبل قليل كنت أبلل شفتيها بالماء ، فيخيل لي أنها تبتسم ، تصك شفتيها حتى ليصعب عليّ إيصال بعض نقاط الماء إليها ، فتبلل شفتيها بريقها الناشف ، وأشرب أنا دمعها المتواصل من جدولين صغيرين منسابين فوق الخدين الشاحبين.



عودة