إن أهميّة هذا الكتاب تتجلّى في كونِه سرداً لطيفاً تكتبه أديبة مهندسة مهتمّة بالتراث العمراني، وأجدُها تهندس مقالاتها بذوقٍ رفيع، وحسّ مرهف، وهي تبني معمارها السرديّ على شيءٍ من الاستحياء الأدبيّ، فهي تنثر الأفكار دون أن تحبسها في إناءٍ فضيّ، وحسْبها فيها الرابط الكونيّ، وهي تنشر ثقافتها في أرجاء النص، وتقدّم التأمّلات الشخصيّة تجربة عامة تخطف القارئ إليها لأنّه عاش مثيلاتها، ولئنْ كانتْ ريم تقدّم رؤية متقدّمة تعبّر عنها الكاتبات السوريّات فإنّ لها مزيّة كونها سوريّة ويمنيّة في آن، وأجدُ في كتاباتها ما يكشف عمق التواصل بين سوريّة وبين جذر العروبة اليمنيّ، وفي كثير من مقالاتها يتنفّس الجمال الذي اعتدنا على رؤيته وأَلِفَتْهُ أعيننا حتى بتنا بحاجة إلى إعادة اكتشافه.

د. رياض نعسان آغا



عودة