عليه أن يحزم حقائبه قبل أن ينام، دائماً يؤجل القيام بالأعمال المهمة إلى وقتٍ لايسمح له، لقصره،

أن ينجزها بشكل جيد.

غداً سيكون في بلدة أخرى تبعد مسافة أربع ساعات عن المدينة التي يعيش فيها بلا أمل.

كان سعيداً جداً، لالأنه قبل في مسابقة تعيين المدرسين فحسب، بل لأن المدرسة التي عين فيها تقع في بلدة مطلة على البحر.

كان يمتلك ذكريات غامضة عن البحر المموه بالخطر في مخيلته التي صاغ صورها أهله والمقربون منه. ملّ الشوارع اللامبالية والضجيج والأبواب الموصدة ولم يعد يهوى الجلوس في المقاهي أو التجول في المدينة القديمة أو الذهاب إلى العروض المسرحية التي تعمّق فيه الأحاسيس والأفكار والرؤى نفسها التي تعوّد عليها منذ طفولته.