- قال لي : أنت ماتزال شاباً، وهذه.. على ماأعتقد أول مرة تدخل فيها إلى السجن. سمعت ضحكة صاخبة منه، ثم تابع كأنه يشد من عزيمتي: لاتقلق كثيراً.. ستخرج ثانية إلى الحياة...

-تنهد ثم تابع : أما أنا... سكت ولم يكمل.

أذكر في تلك اللحظة أني رأيت أسى عظيماً في عينيه، وهو يتابع حديثه: لأنهم في الصباح قبل شروق الشمس سيعصبون عيني. ثم يدفعون بي إلى ساحة الاعدام.

استمر في ابتسامته الأسيانة، وتابع: ولكني سأطلب منهم أن يفكوا العصابة عن عيني.

-وتعثر بشيء ما. فكاد يقع، فتنبه وتماسك خوفاً من السقوط، مالبث أن تنهد وسخر من نفسه. وقال بمرارة: السقوط هو السقوط، أما الخيانة؟

-ماهي الأسباب التي دفعتك إلى موقع الخيانة بعد سقوطك؟ لماذا خنت أولئك الرجال الذين قلت عنهم ذات يوم أنهم رائعون ومن معدن نادر..



عودة