موهبة فرضت نفسها في المواقع الفنية العالمية، حتى بات الأكثر شهرة بين المغنيين المشرقيين الذين يحاولون شق طريقهم إلى العالمية في "كندا".

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع المطرب "حكمت مارديني" بتاريخ 12 آب 2020، ليحدثنا عن نفسه، حيث قال: «عشت الجزء الأكبر من حياتي في مدينة "حلب" التي تزخر بثقافة متنوعة، وضاربة في عمق التاريخ، فهناك حتى الآهات لها مقام، و"الروزنا" طاغية على كل بيت وحارة، والقدود الحلبية فن مستقل بذاته وكل المواويل تترك جمالها في داخلك. كان دخولي عالم الفن بالصدفة البحتة، حيث كنا نحضر أمسية تراتيل دينية لعيد الميلاد على المسرح في "حلب" عام 1993، وكان من المفروض أن أقف مكان أحد أعضاء الجوقة بعد مرضه بالشكل فقط، ولكن أثناء التحضيرات اكتشف المدرب أن لدي صوت جميل، وأمتلك خامة صوتية مميزة يمكن تدريبها وصقلها، ومن هناك كانت البداية، وشكل دعم والدي لي سنداً قوياً حيث أنه مطرب معروف في "حلب" و"الأردن"».

يعتبر من الأصوات المميزة في عالم الموسيقى الغربية، ويمتلك خامة نادرة وقوية مكنته من الغناء بتفرد وتميز، وهو صاحب بصمة صوتية خاصة جعلته من أبرز الفنانين في "كندا"، كما مكنه وعيه الفني الحاد، ومهارته الغنائية التي لا نظير لها من الغناء من عدة مناطق صوتية، إلى الحد الذي جعل من صوته صوتاً ثرياً ومتنوعاً بشكل نادر جداً

وأضاف: «لم أتدرب بشكل أكاديمي على الغناء والموسيقا، وإنما اعتمدت على نفسي، وكنت أعزف على آلة الغيتار بشكل سماعي، ثم توجهت لتدريب صوتي بشكل يومي، حيث اعتبرت آلتي الأساسية هي حنجرتي، فكنت أسمع وأتدرب وأسجل، والخبرة تأتي بالمواظبة المستمرة والتدريب المكثف، بالإضافة لضرورة امتلاك الموهبة أو الملكة الصوتية القادرة على الغناء بشكل صحيح، والباقي عبارة عن الكثير من تمارين التنفس والصولفيج ومخارج الحروف الصحيحة، وبدأت بغناء أغاني الجاز والأغاني الكلاسيكية لكبار المغنين العالميين باللغتين الإنجليزية والفرنسية، كما أغني بعدة لغات كالإسبانية والإيطالية والأرمنية والروسية وطبعاً العربية».

من إحدى الحفلات الكبرى

أما عن مشواره الفني فقال: «عام 1997، بدأت الغناء في نادي "حلب"، ويمكن تسميته بأنه نادي النخبة في "الشرق الأوسط"، وفي عام 2004، انتقلت إلى "دمشق" وبدأت الغناء في فندق "الشيراتون"، واستمريت هناك لمدة 8 سنوات، وشاركت في العديد من البرامج التلفزيونية والفقرات الإذاعية، وفي عام 2012، هاجرت إلى "كندا" مع زوجتي؛ فهي كندية من أصل سوري، وهناك كانت البداية صعبة جداً، فكل النجاحات الكبيرة التي حققتها في بلدي عليَ أن أعيد تأسيسها على كافة الأصعدة من الصفر؛ سواءً بالغناء أو ضمن عملي الخاص، وكانت بداية طويلة وشاقة».

أما عن عمله في "كندا" فقال: « يمكن القول هنا أن الفرص موجودة وكثيرة جداً، ولكن تحتاج للكثير من العمل، ولذلك أغلقت شركتي للتسويق، وبدأت العمل بشكل كامل في مهنتي كمغني، حيث أن طموحي أن أبني اسمي للوصول للعالمية "مَت مارديني Matt Mardini" وأطلقت ألبوم غنائي لكبار الفنانين الكنديين، وقد تحدثت عنه معظم وسائل الإعلام الكندية وخصوصاً الناطقة باللغة الفرنسية، وبعد إنتاج وإطلاق أول ألبوم غنائي خاص بي تحت عنوان " The Syrian Crooner Sings The Canadian Icons"، والذي يتحدث عن المهاجر السوري الذي ينقل تجربته في العالم، وكيف يتمكن من إيصال رسالة للعالم مليئة بالإلهام والقوة والأمل».

الصحافة تتحدث عن موهبته

أما عن إنجازاته فقال: «غنيت مؤخراً في مركز "بيل" "Bell Center" الذي يتسع لأكثر من عشرين ألف متفرج، حيث يغني فيه جميع النجوم العالميين عند زيارتهم لمدينة "مونتريال"، وأنا أول مغني من أصل سوري وشرق أوسطي يغني فيه، وتقام فيه حفلات موسيقية وأحداث رياضية وكان للغناء هناك صدى إيجابي وحضور جيد على محطات التلفاز والراديو الكندية، ووسائل الإعلام بشكل عام».

الإعلامية والمختصة "نازك عيسى" حدثتنا عن موهبة الفنان "حكمت" بالقول: «يعتبر من الأصوات المميزة في عالم الموسيقى الغربية، ويمتلك خامة نادرة وقوية مكنته من الغناء بتفرد وتميز، وهو صاحب بصمة صوتية خاصة جعلته من أبرز الفنانين في "كندا"، كما مكنه وعيه الفني الحاد، ومهارته الغنائية التي لا نظير لها من الغناء من عدة مناطق صوتية، إلى الحد الذي جعل من صوته صوتاً ثرياً ومتنوعاً بشكل نادر جداً».

وتابعت:« إن التكنيك الأدائي الماهر الذي يمتلكه ليس سهلاً، وليس متاحاً لكل مغني حتى لو كان هذا المغني يمتلك خامة صوتية جميلة أو حضوراً كبيراً في الساحة الغنائية، وذلك لأن التكنيك حالة مثل حال التوزيع الموسيقي، ليس مجرد معادلات رياضية بمجرد التعرف عليها يمكن تطبيقها بمهارة وإبداع، وإنما هو بالأساس نابع من الموهبة الكبيرة ومن الإحساس العالي بطبيعة الطبقات الصوتية، وبأهمية التنقل بسلاسة وتدفق من درجة إلى درجة أخرى ومن طبقة إلى طبقة أخرى ومن مقام إلى مقام أخر، ومن التحسس العميق وليس الظاهر للجملة اللحنية ولكلمات الأغنية، لذا فأن أهم ما يميز أداءه عن البقية من المغنين هو امتلاكه لكل هذه المفاتيح بمهارة عالية».

بقي أن نذكر أن الفنان "حكمت جوزيف مارديني" الملقب بالاسم الفني "مت مارديني" من مواليد مدينة "حلب" عام 1976، وقد درس إدارة الأعمال في "لبنان".