يربط مدينة "عفرين" بقرية "عين دارا" السياحية وتلها الأثري؛ وهو أحد أهم الطرق السياحية والزراعية في المنطقة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 2 كانون الثاني 2014، السائق "حنان حسو" وسألته حول الطريق ومواصفاته المرورية، فأجاب بالقول: «تعد منطقة "عفرين" من المناطق السياحية المهمة في "سورية"؛ بسبب توافر عشرات المواقع الأثرية والطبيعية الجميلة فيها؛ وجميع هذه المواقع تصلها طرق إسفلتية جيدة، ومن هذه الطرق المهمة الطريق الذي يصل بين مدينة "عفرين" وقرية "عين دارا"».

إضافة إلى ذلك فقد تم مد طريق إسفلتي من مدينة "عفرين" إلى تل "عين دارا" الأثري مباشرة دون المرور بالقرية؛ ليختصر بذلك المسافة ويخفف من الضغط المروري الكثيف عن الطريق الرئيس الذي ذكرناه سابقاً

وتابع: «الطريق سياحي بامتياز ويبدأ من المدخل الجنوبي لمدينة "عفرين" حتى قرية "عين دارا"؛ بطول 8كم، وفي القرية يتفرع عنه طريق فرعي يتجه غرباً بطول 1,5كم ليصل إلى أقدم وأشهر تل أثري في شمال "سورية"؛ تل "عين دارا" التاريخي».

حنان حسو - سائق

وحول مواصفاته قال "حنان": «من الطرق الجيدة في المنطقة من الناحيتين الفنية والمرورية، ويمكننا تقسيمه لجزأين: الجزء الأول ويمتد من مدينة "عفرين" حتى قرية "عين دارا"؛ وهو جزء من الطريق العام الذي يصل المدينة بـ"حلب" بعد مروره بعدد من القرى والمنتزهات السياحية مثل: "الباسوطة"، و"برج عبدالو"، و"قلعة سمعان"، ولأهمية هذا الجزء فقد تمت صيانته لإعادة تأهيله خلال العام 2011؛ وذلك بتوسيعه ومد قميص من الإسفلت.

يضم الطريق الدلالات المرورية المختلفة التي ترشد السائقين وتساعدهم لمرور سليم حينما يسلكونه خاصة أنه يشهد حركة مرورية كثيفة لمختلف أنواع المركبات السياحية والزراعية؛ وهو ما يساهم في التقليل من الحوادث المرورية لكونه سياحياً وزراعياً.

عبد الرحمن إيبو - مزارع

كما يضم دلالات سياحية باللغات العربية والإنكليزية والكردية لمساعدة السياح والزوار في الوصول لمختلف المناطق السياحية، وفي مقدمتها تل "عين دارا" التاريخي، ومع ذلك فإنه بحاجة لدلالات سياحية ببعض اللغات الأخرى؛ كالروسية والفرنسية والألمانية تشجيعاً للسياحة، ولتطوير الحركة السياحية في المنطقة.

الجزء الثاني من الطريق ويمتد -كما قلت- من قرية "عين دارا" إلى تلها الأثري؛ وكان هذا القسم سيئاً من الناحيتين الفنية والمرورية بسبب كثرة الحفر التي كانت تغطيه مع رداءة القميص الإسفلتي، وبما أن الموقع مهم من الناحيتين السياحية والتاريخية فقد تم تزفيته جيداً مع توسيعه ووضع الدلالات السياحية والمرورية عليه في العام 2011؛ ليصبح بحالة مرورية جيدة».

معبد عين دارا التاريخي

وختم: «إضافة إلى ذلك فقد تم مد طريق إسفلتي من مدينة "عفرين" إلى تل "عين دارا" الأثري مباشرة دون المرور بالقرية؛ ليختصر بذلك المسافة ويخفف من الضغط المروري الكثيف عن الطريق الرئيس الذي ذكرناه سابقاً».

وحول أهميته قال السيد "عبد الرحمن إيبو": «يشهد الطريق ضغطاً مرورياً كبيراً خلال فصل الصيف وذلك لكون المنطقة سياحية وزراعية، خلال الموسم السياحي تسلكه مئات المركبات السياحية التي تنقل السياح من مختلف بلدان العالم والزوار من مختلف المحافظات السورية جنوباً إلى "قلعة سمعان" ومختلف القرى الأثرية و"كهف دودرية"؛ وهو أقدم كهف في "سورية"، وكذلك إلى تل "عين دارا" الذي يضم معبداً بازلتياً يعود إلى آلاف السنين، وشمالاً إلى "قلعة النبي هوري" و"بحيرة ميدانكي"، و"الجسور الرومانية"، و"كفر جنة".

زراعياً يعد صلة الوصل الرئيسية بين مختلف قرى حوض "نهر عفرين" جنوب المنطقة والمدينة؛ حيث ينقل المزارعون من خلاله مواسمهم المختلفة وخاصة الخضراوات بسهولة ويسر. وفي يوم الأربعاء وهو بازار "عفرين" الأسبوعي يسلكه مئات المواطنين من مختلف تلك القرى للقيام بعمليات البيع والشراء».

وختاماً، قال: «أكثر أيام السنة ازدحاماً على هذا الطريق هو يوم 21 آذار من كل عام؛ وهو "عيد النوروز" الكردي فبجانب التل الأثري منطقة سهلية واسعة تشهد سنوياً احتفالات الأكراد بهذه المناسبة؛ ولإيجاد الحل المناسب لتخفيف الضغط الهائل خلال هذا اليوم فقد تم شق طريق مباشر بين "عفرين" والتل؛ وكان الحل فعالاً لأبعد الحدود».