بسبب أهمية موقع قلعة "النبي هوري" من النواحي الثقافية والسياحية، فإن طرقاً عديدة رئيسية وفرعية تؤدي إليها من مدن "عفرين" ونواحيها ومن "إعزاز"، إن هذه الطرق لعبت -وما زالت- دوراً رئيسياً في تنشيط الحركة السياحية بشقيها الداخلي والخارجي للموقع.

حول واقع هذه الطرق وأهميتها تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 حزيران 2014 السيد "فريد مصطفى"، وهو سائق بولمان سياحي، بالقول: «قلعة "النبي هوري" هي أحد أهم المواقع الأثرية في منطقة "عفرين" وتتميز بمسرحها الرائع، ولذلك فهي قبلة للسياح من مختلف البلدان والمناطق، وبما أن الطرق هي أحد أهم عناصر الجذب السياحي فالموقع مرتبط بالمدن المهمة بعدد من الطرق الإسفلتية السياحية.

على بعد 1,5كم إلى الشرق من قلعة "النبي هوري" ينتصب جسران كبيران يعودان إلى الفترة الرومانية، الأول طوله 120 متراً، والثاني بطول 90 متراً، ويمر عليهما الطريق الواصل للقلعة وقد خضعا لعدة ترميمات من مديرية الآثار

ثلاثة طرق رئيسية تصل إلى قلعة "النبي هوري"، هي: طريق "إعزاز"– القلعة عبر جسرين أثريين يعودان بتاريخهما إلى العهد الروماني، وطريق "كفرجنة"– "ميدانكي"– القلعة، وطريق "عفرين"– "راجو"».

الطريق من قلعة النبي هوري

وحول أهمية هذه الطرق قال: «خلال فصلي الربيع والصيف حيث موسم السياحة في البلاد تشهد هذه الطرق الثلاثة ازدحاماً مرورياً كبيراً بسبب الحركة السياحية الكثيفة للزوار والمصطافين من منطقة "عفرين"، وخاصة إذا عرفنا أنه في الجهة الشرقية للقلعة وعلى مسافة 1كم يوجد "نهر الصابون" الذي يرتاده الآلاف سنوياً بعد الانتهاء من زيارة القلعة والتمتع بمشاهدة أوابدها التاريخية والدينية.

كما يوجد إلى الشرق من القلعة جامع "النبي هوري" الذي يضم في فنائه أشجاراً مقدسة يزورها الناس لربط أقمشة خضراء بأغصانها أملاً في الزواج وتحقيق الأمنيات، وإلى جانب الأشجار وعلى جدران المدفن أماكن يرتادها الناس للصق حصى كتقليد اجتماعي قديم بهدف معرفة حظوظهم، كل هذه الأمور أكسبت هذه الطرق أهمية خاصة في مجالات السياحة الثقافية والدينية والاصطياف الداخلي».

الطريق الأثري فوق الجسر الروماني

السيد "موسو موسى" سائق مركبة ركاب قال حول حالة هذه الطرق: «هذه الطرق من الطرق السياحية الجيدة التي تتميز بأنها مناسبة لمرور مختلف السيارات والمركبات السياحية؛ فهي واسعة وإسفلتية وتتميز بوجود شاخصات ودلالات مرورية سياحية باللغتين العربية والإنكليزية تساعد السياح على معرفة وجهتهم بدقة.

الطريق الأول شرقي قادم من منطقة "إعزاز" بطول 35كم تقريباً، ويتميز بمروره على الجسرين الرومانيين قبل الوصول إلى القلعة، ويسلكه عادة المصطافون من مدينة "إعزاز" وريفها خلال فصل الصيف، وكذلك سكان ناحية "شران"، الطريق الثاني قادم من قرية "كفرجنة" السياحية وطوله نحو 30كم، ويسلكه غالباً المصطافون من مدينة "حلب"، والسياح الخارجيون باعتبار أن هذا الطريق يتفرع عن طريق عام "حلب"– "عفرين" عند موقع قرية "كفر جنة" ويمر ببحيرة "ميدانكي" السياحية.

السائق موسو موسى

أما طريق "عفرين– راجو" فطوله نحو 45كم، ويسلكه سكان مدينة "عفرين"، ونواحي "جنديرس"، و"معبطلي"، و"شيخ الحديد"، و"راجو"، وسكان محافظة "إدلب"».

وحول جزء الطريق الذي يمر فوق الجسرين الرومانيين من الطريق يقول المهندس "عبد الله حجار"، وهو باحث أثري: «على بعد 1,5كم إلى الشرق من قلعة "النبي هوري" ينتصب جسران كبيران يعودان إلى الفترة الرومانية، الأول طوله 120 متراً، والثاني بطول 90 متراً، ويمر عليهما الطريق الواصل للقلعة وقد خضعا لعدة ترميمات من مديرية الآثار».

ويضيف: «بما أن الجسرين المذكورين يُستعملان للمرور عليهما فإنهما معرضان للهدم الحتمي، وهما فريدان من نوعهما في "سورية"، ويعودان إلى القرن الأول للميلاد؛ ولذلك فقد وضعت وزارة المواصلات في خطتها الخمسية مشروع دراسة وتنفيذ جسرين عصريين بديلين بغية استعمالهما للمرور سواء بالنسبة للمشاة أو المركبات المختلفة، ولذلك فالمطلوب من الجهات المختصة الإسراع في تنفيذ هذا المشروع لتحويل المرور من فوقهما، وبالتالي حمايتهما من الهدم».