للطريق الذي يربط قريتي "الباسوطة" في السفح الغربي لجبل "سمعان" و"كيمار" في قمته أهميته الكبيرة في مختلف المجالات السياحية والزراعية والمرورية في منطقة "عفرين".

حول هذا الطريق وواقعه المروري تحدث لمدونة وطن "eSyria" السائق "فريد خليل" بتاريخ 13 أيار 2014، قائلاً: «تعد قريتا "الباسوطة" و"كيمار" من القرى السياحية المهمة في منطقة "عفرين"، تشتهر الأولى بمتنزّهاتها الشعبية ومناظرها الطبيعية الخلابة، والثانية بآثارها التاريخية، والقريتان تشهدان سنوياً حركة كثيفة للزوار من مختلف المناطق.

حقق هذا الطريق بعد دخوله للخدمة العديد من الفوائد على المواطنين والسياح لكونه اختصر المسافات الطويلة التي كان الزائر أو المزارع يقطعها حتى يصل إلى الجانب الآخر من الجبل، وبالتالي السفر إلى "حلب" أو المواقع الأثرية في "جبل سمعان"

وحتى فترة قريبة كان "جبل سمعان" يقف عائقاً طبيعياً أمام حركة انتقال الزوار بين القريتين بسبب الوعورة وعدم توافر طريق إسفلتي يسهّل هذه الحركة، خاصة أن الوصول إلى قرية "الباسوطة" يعني الوصول إلى كامل منطقة "عفرين" بمختلف مناطقها وأماكنها السياحية، مثل: "تل عين دارا"، و"بحيرة ميدانكي"، و"قلعة النبي هوري"، و"قلعة سمعان العمودي"، من خلال طرقات إسفلتية جيدة وواسعة، وكذلك فإن الوصول إلى قرية "كيمار" يعني الوصول إلى مختلف المواقع الأثرية المنتشرة على "جبل سمعان"، مثل: "براد"، و"برج حيدر"، و"باصوفان"، وغيرها.

فريد خليل - سائق

ولتسهيل انتقال الزوار والمواطنين بين طرفي "جبل سمعان" تم في العام 2002 شق طريق حديث يصل بين القريتين المذكورتين وبمسافة 3كم تقريباً».

وحول أهم فوائد الطريق قال: «حقق هذا الطريق بعد دخوله للخدمة العديد من الفوائد على المواطنين والسياح لكونه اختصر المسافات الطويلة التي كان الزائر أو المزارع يقطعها حتى يصل إلى الجانب الآخر من الجبل، وبالتالي السفر إلى "حلب" أو المواقع الأثرية في "جبل سمعان"».

متنزّه جبل الأحلام إلى جانب الطريق

وختاماً، قال: «على الرغم من فوائده الكثيرة على أهالي المنطقة إلا أنه يجب الإشارة إلى أن هذا الطريق وهو يهبط من قرية "كيمار" من على قمة "جبل سمعان" نحو قرية "الباسوطة" في السفح الغربي، هو طريق خاص للمركبات الصغيرة والمتوسطة ولا يمكن للشاحنات الكبيرة والبولمانات السير عليه بسبب وعورته والتواءاته الكثيرة، وفي فصل الشتاء يتفادى سائقو مختلف أنواع المركبات السير عليه، ولكن مع بداية فصل الربيع تعود الحياة إلى الطريق ليشهد حركة مرورية كثيفة».

السيد "إبراهيم حمو" مزارع ورئيس جمعية "جوم" الزراعية قال: «لقد حقق هذا الطريق بعد فتحه فوائد اقتصادية جمة على المزارعين والتجار بين قرى منطقة "عفرين" من جهة، وقرى "جبل سمعان" ومدينة "حلب" من جهة أخرى؛ لأنه وفر عليهم الوقت والمال والجهد.

الطريق من الفضاء

كما هو معروف فإن المزارعين يرغبون في إيصال محاصيلهم من الخضراوات في الصباح الباكر إلى أسواق المدن لبيعها هناك، وبما أن أسعار الخضراوات في "حلب" أفضل من "عفرين" لكون الأخيرة منطقة زراعية، فإنهم يسلكون هذا الطريق المختصر والقصير كل صباح متوجهين إلى "سوق الهال" في "حلب"، ومن جهة أخرى يقوم أهالي قرى "جبل سمعان" المشهورين بإنتاج الألبان والأجبان بالوصول السريع إلى مدينة "عفرين"، حيث يقام فيها سوق يومي خاص بهذه المنتجات في الصباح الباكر».

وأضاف: «بعد شق الطريق قام عدد من المستثمرين بافتتاح مطاعم وإقامة متنزّهات سياحية جميلة إلى جانب الطريق لتكون ضمن مجموعة عوامل تساهم في الجذب السياحي للمنطقة، ومن أشهر هذه المطاعم مقصف ومتنزه "جبل الأحلام" الذي يقع في موقع مطل على كامل سهل "جومة" و"نهر عفرين".

بقي أن نشير إلى أنه وبمجرد شق هذا الطريق بين "الباسوطة" و"كيمار" أصبح جزءاً من شبكة من الطرقات الإسفلتية الجيدة في "ريف حلب الشمالي" عندما أوصلها مع بعضها بعضاً، وخاصة الطريقين العامين القائمين، ففي الجانب الغربي من "جبل سمعان" يوجد الطريق العام الذي يصل بين "عفرين" – "الباسوطة" – "قلعة سمعان" – "دارة عزة" – "حلب"، وفي الجانب الشرقي من الجبل يمتد طريق من "كيمار" جنوباً ليصل إلى قرية "براد" التي تضم ضريحاً لأبي الطائفة المارونية "مار مارون"، كما يمتد من "كيمار" طريق نحو الشرق ماراً بعدد من القرى التاريخية قبل أن يصل إلى الطريق الدولي العام بين "حلب"، و"إعزاز"، و"عفرين"».