إلى جانب أهميته الزراعية فإن لطريق "الخط الجنوبي" أهمية سياحية كبيرة لكونه الطريق الرئيسي الذي يصل إلى عشرات المواقع السياحية والأثرية في منطقة "عفرين" وغيرها ويسلكه سنوياً الآلاف من السياح الأجانب والعرب ومن مواطني المحافظات.

"محمد أحمد" وهو سائق شاحنة من منطقة "عفرين" يقول بتاريخ 15/8/2013 عن أهمية الطريق لموقع eSyria: «طريق "الخط الجنوبي" أو كما يسمى شعبياً "خط الماء" يقع في الجهة الجنوبية من منطقة "عفرين" ويصل بين مدينة "عفرين" وعدد من المواقع السياحية والأثرية والقرى الزراعية كما يصلها بمدينة "حلب" عبر منفذين أولهما من المدخل الجنوبي لمدينة "عفرين" ويبدأ هذا الطريق متوجهاً نحو الجنوب ليصل قرى "عين دارا"، و"الباسوطة"، و"برج عبدالو"، و"شيخ الدير"، و"الغزاوية"، و"إسكان"، و"جلمة"، ومن ثم يلتف نحو الغرب والشمال ليصل إلى مدينة "جنديرس" بعد اجتيازه قرية "تل سلور" بطول إجمالي يصل إلى نحو 30كم وهو طريق معبد وجيد من الناحية المرورية».

إن تسمية الطريق بالخط الجنوبي أو "خط الماء" هو في الحقيقة تسمية شعبية أطلقها سكان المنطقة عليه، فقد سمي الخط الجنوبي لأن الطريق يقع في الطرف الجنوبي من منطقة "عفرين"، و"خط الماء" لأنه يمر موازياً لنهر "عفرين" لمسافة لا تقل عن 25 كم من مدينة "عفرين" وحتى قرية "تل سلور" جنوبي "جنديرس"

ويضيف السيد "محمد": «الطريق يصل مدينة "حلب" عبر فرعين أولهما عند قرية "الباسوطة" حيث يتوجه شرقاً نحو القرى الأثرية في "جبل سمعان" و"حلب"، والثاني عند قرية "الغزاوية" حيث يتوجه جنوباً إلى "قلعة سمعان" و"دارة عزة" ومن ثم "حلب".

الطريق يؤدي لقرية الباسوطة

لهذا الطريق أو الخط كما يُسمى أهمية زراعية لكونه يربط مجموعة من القرى التي ذكرتها بمدن "جنديرس" و"عفرين" و"حلب"، والمعروف عن هذه القرى أنها تشتهر بزراعة أشجار الفواكه وخاصة التفاح والرمان والأجاص والسفرجل إضافة إلى مختلف أنواع الخضراوات والمحاصيل الصناعية كالتبغ والشوندر السكري لكونها تقع على ضفاف "نهر عفرين" حيث تتوافر المياه الوفيرة للسقاية والري.

إن مواسم هذه القرى وخاصة الخضراوات تنقل مباشرة إلى أسواق المدن المجاورة وخاصة "عفرين" و"حلب" من خلال هذا الطريق المختصر بسرعة وسهولة لتصل المحاصيل لتلك الأسواق وهي ما تزال طازجة».

وإلى براد -موطن المار مارون

الأستاذ "زكريا الحصري" وهو مدرس مادة التاريخ في ثانويات "حلب" وعضو في البعثة الأثرية المنقبة في "كهف دودرية" في المنطقة تحدث حول أهمية الطريق سياحياً قائلاً: «يسلك هذا الطريق سنوياً الآلاف من السياح الأجانب والعرب، ومن مواطني المحافظات السورية لمشاهدة الأوابد الأثرية التي تعود إلى مختلف العصور التاريخية، وكذلك التمتع بالمناظر الطبيعية وقضاء أجمل الأوقات في المقاصف والمنتزهات الموجودة في القرى السياحية في المنطقة.

يصل الطريق أولاً بقرية "عين دارا" وهي قرية أثرية مهمة إذ يوجد فيها تل أثري قديم يضم معبداً بازلتياً شهيراً وقرية زراعية تعود إلى أكثر من 5 آلاف سنة قبل الميلاد ويشهد التل حركة سياحية نشطة سنوياً.

الأستاذ زكريا الحصري

ثم تأتي قرية "الباسوطة" وهي قرية سياحية معروفة في عموم المنطقة ومحافظة "حلب" بينابيعها النقية والباردة ومقاصفها العديدة التي تساهم بدور كبير في تنشيط الحركة السياحية المحلية والخارجية، يليها قرية "برج عبدالو" بمنتزهاتها وغاباتها وبحيرتها الصناعية، ويعد "كهف دودرية" الأثري الواقع بجانب هذه القرية من أهم المواقع التاريخية في عموم المحافظة و"سورية" والعالم فقد تم اكتشاف هيكل عظمي لطفل نياندرتالي يعود إلى حوالي 100000 سنة فيه».

وتابع: «كما يؤدي الطريق إلى كل من "قلعة سمعان" التي تعد ثالث أكبر كنيسة في "سورية" ويزورها سنوياً عشرات الآلاف من السياح، كما يؤدي الطريق إلى القرى الأثرية الموجودة في "جبل سمعان" وأهم هذه القرى قرية "براد" التي اكتُشف فيها قبر "مار مارون" أبو الطائفة المارونية– المسيحية ولذلك فالقرية تشهد حركة سياحية دينية كبيرة حيث يأتيها الزوار من مختلف أنحاء العالم وخاصة من أبناء الطائفة المارونية لأداء فريضة الحج وهذا يعطي الطريق الجنوبي أهمية كبيرة لزوار ضريح "مار مارون" من جهة منطقة "عفرين"».

وختم بالقول: «إن تسمية الطريق بالخط الجنوبي أو "خط الماء" هو في الحقيقة تسمية شعبية أطلقها سكان المنطقة عليه، فقد سمي الخط الجنوبي لأن الطريق يقع في الطرف الجنوبي من منطقة "عفرين"، و"خط الماء" لأنه يمر موازياً لنهر "عفرين" لمسافة لا تقل عن 25 كم من مدينة "عفرين" وحتى قرية "تل سلور" جنوبي "جنديرس"».