بالمثابرة وبتحدي الظروف الصعبة نجح فريق نادي "عفرين" لكرة القدم بالعودة إلى مصافي الدوري الممتاز، ورغم أنها ليست المرة الأولى في تاريخة، إلا أنّ الصعود هذه المرة كان له نكهته الخاصة والمميزة عن المواسم السابقة، فقد حضر التأهل بعناوين الغربة عن الأرض والأهل والجمهور.

مسيرة كروية

تأسس نادي "عفرين" الرياضي عام 1984، واتخذ من مدينته مقراً له لجمع ولم الشباب الرياضي هناك، مارس النادي عدة ألعاب رياضية أهمها كرة القدم والطاولة والكاراتيه والسلة وبعض الألعاب الأنثوية، أما كروياً فقد تمكن النادي العفريني في موسم 2204 - 2005، من الصعود للدرجة الثانية وفي موسم 2007- 2008 تمكّن من الصعود لدوري المحترفين، ورغم تعثره موسم 2009، عاد للصعود ثانية لدوري المحترفين موسم 2010.

محبتي لنادي "عفرين" ليس لها حدود ونحن كشركة راعية نبارك لجمهورهم صعود هذا الفريق المكافح للدوري السوري الممتاز بعد موسم شاق، وكل ما أتمناه هو أن يترك الفريق بصمة الطموح والمنافسة الحقيقية في الدوري القادم، وسنبقى بجانب الفريق ونقدم له كل موجبات الدعم من أجل خلق البسمة على شفاه جماهيره العاشقة والمحبة لكرة القدم

مدوّنة وطن "eSyria" ومنذ الموسم الماضي والحالي الذي توّجه بطعم التأهل للدوري الممتاز كانت متابعة للنادي لحظة بلحظة، وقريبة من أجواء واستعدادات الفريق الكروي، وحتى خلال المباريات التمهيدية والفاصلة التي حسمها بجدارة ومهارة مثبتاً فيها شأنه ومكانته للعب بدوري الكبار.

رئيس النادي الكابتن "أحمد مدو"

النجومية من جديد

الداعم الرئيسي للنادي "مسعود رشيد"

وعن هذا التأهل والإنجاز الملفت، تحدث للمدوّنة رئيس النادي الكابتن "أحمد مدو" قائلاً: «في البداية أحب أن أهنأ وأبارك لجماهير وأهل مدينتي "عفرين" هذا الإنجاز الرياضي الثمين الذي تحقق وجاء بجهود ومساندة الجميع من لاعبين وكادر فني وجمهور وداعمين، لتثمر الخطوات التي عقدنا العزم على تحقيقها وبشكل جدي منذ الموسم الماضي، ولم نوفق بوقتها لتفاصيل بسيطة وقعت في المباراة الأخيرة أمام فريق "التضامن" وتلك العقبة كانت بمنزلة الدرس للاستفادة من عثراتها وأخطائها، وفعلاً تغير الحال هذا الموسم وقدمنا موسماً نموذجياً وخاصة خلال مباريات الدور الأول والثاني، وتفوقنا على منافسينا وقطعنا أشواطاً بعيدة وبفارق مريح من النقاط نحو الصدارة، وبمساندة جمهورنا العزيز على قلوبنا الذي لم يتركنا داخل ملعبنا وخارجه، لتكون محصلتنا نيل صدارة المجموعة واللعب على المباراة المثيرة والهامة مع ثاني المجموعة الجنوبية "المحافظة"، وبلعبة شد الأعصاب فقدنا الفوز في لقاء الذهاب بـ"حلب" واكتفينا بالحصول على نقطة التعادل، ومع ذلك كان لدينا كل العزيمة والتحدي والثقة بالتعويض بلقاء الحسم والإياب خارج ملعبنا بـ"دمشق" وتمكنا من تحقيق الهدف الذهبي والفوز بالدقيقة الأخيرة بقدم مهاجمنا "رامي الناصر" وبه عدنا بالفرحة والنصر على إنجاز هام تحقق لنا والصعود وسط ظروف شبه مستحيلة وبإمكانيات مادية عادية».

رغم الظروف

خلال الأزمة والحرب، تعرضت منشأة ومقر النادي في مدينة "عفرين" للضرر والخراب في ملعبه ومرافقه العامة مما صعّب عليه البقاء وممارسة نشاطه الرياضي هناك، وعن ذلك يقول الكابتن "مدو": «كنا حريصين خلال الأزمة على ألا يتوقف نشاطنا مهما كانت الأسباب، وحيال ذلك تحدينا كل الظروف الصعبة ونجحنا بلم شمل الأسرة "العفرينية" من أبناء نادينا، واتفقنا على العودة لممارسة الرياضة ولو بحدها الأدنى وتحديداً بلعبة كرة القدم، ونقلنا مقرنا وتماريننا إلى مدينة "حلب"، وفتح لنا الاتحاد الرياضي العام أبوابه مشرعة وقدم لنا كل الدعم والمؤازرة والملاعب، وعادت حركة نشاطنا للدوران من جديد والتف الجميع من حولنا وبمساعدة كبيرة من جماهيرنا وداعمينا ونجحت جهودنا، وخلال موسمين من وضع بصمة متقدمة كللت بالصعود للدوري الممتاز، حققنا من خلاله الهدف الذي رسمناه وسعينا اليه، ويبقى طموحنا دائماً وأبداً هو العودة واللعب فوق بساط ملعبنا في مدينة "عفرين" والتي تحيط بها أشجار الزيتون من جوانبها الأربع».

شعار نادي عفرين ممزوجاً بلون بشجرة الزيتون

دعم ورعاية

بدوره الراعي الرسمي لفريق "عفرين" "مسعود رشيد" وعبر صفحته الرسمية من هولندا قال: «محبتي لنادي "عفرين" ليس لها حدود ونحن كشركة راعية نبارك لجمهورهم صعود هذا الفريق المكافح للدوري السوري الممتاز بعد موسم شاق، وكل ما أتمناه هو أن يترك الفريق بصمة الطموح والمنافسة الحقيقية في الدوري القادم، وسنبقى بجانب الفريق ونقدم له كل موجبات الدعم من أجل خلق البسمة على شفاه جماهيره العاشقة والمحبة لكرة القدم».

أما مدرب الفريق الكابتن "أسامة حداد" قال في حديث للمدونة: «استلمت تدريب الفريق منذ المباراة الأولى في رحلة الإياب بالدور الأول، وعملت على إتمام الحالة الفنية والبدنية وإبعاد اللاعبين عن وسائل وحسابات التواصل الاجتماعي، ووضعنا لوائح انضباطية لتعزيز الحالة الفنية، وقسمنا هدفنا وطموحنا على مرحلتين منفصلتين عن بعضهما، تصدرنا الدور الأول الثاني بجدارة وبوجود أندية عريقة مثل "الجزيرة" و"شرطة حماة" و"النواعير" ونجحنا بالوصول للمباراة الفاصلة أمام فريق "المحافظة" وتعادلنا معه في "حلب" بمباراة حساسة ولم نوفق بها لاعتبارات كثيرة، وحسمنا الأمور وعوضنا عن ذلك بلعبة الإياب النهائية والحاسمة وخطفنا الفوز من ملعب منافسنا بمدينة "دمشق" وصعدنا به للدوري الممتاز ».

طموح مشروع

ويقول الكابتن وحارس الفريق "أمير نجار": «استحقينا الفوز الذي تحقق وقدمناه هدية لجمهور "عفرين" الوفي، فريقنا كان يستحق الفوز، فقد كان من أكثر الفرق جاهزية فنياً وبدنياً، وتفوقنا على أنفسنا في الدور الثاني رغم صعوبة المباريات وخصوصاً في لقاء الحسم أمام فريق قوي وعنيد مثل فريق "المحافظة" الدمشقي، ويبقى طموحنا أن نتابع المشوار ونترك بصمة جيدة في الدوري الممتاز القادم، ولن ننسى شكر كل من وقف ودعم الفريق سواء من الجمهور او الإدارة أو من الداعمين».

تم تحرير المادة والتصوير في مبنى الاتحاد الرياضي العام بحي الأعظمية بمدينة حلب بتاريخ الخامس من شهر حزيران لعام 2021.