لفت إليه أنظار المدربين والمهتمين الكرويين وهو طفل يافع لم يتجاوز الخامسة عشرة بما امتلكه من حساسية وسلاسة وجمال عند احتفاظه بالكرة، تابع نجوميته وطورها من خلال الالتحاق بنادي "الاتحاد" ومنتخب الشباب، أثبت علوّ شأنه على البساط الأخضر بما صنعه من انتصارات كروية لم تتكرر لمنتخباتنا الوطنية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" زارت كابتن منتخب "شباب سورية" السابق "نهاد البوشي" في محله الرياضي بحي "الحمدانية" واستمعت منه لسيرته وتاريخه الكروي فقال: «حب وعشق كرة القدم ليس غريباً عني ولا عن عائلتي وتحقق ذلك بسهولة ويسر وعلاقة انسيابية مرنة كون منزلنا مجاور لموقع نادي "الاتحاد" بحي "الموكمبو" وقام والدي بوقتها عام 1983 بتسجيلنا ونحن طلاب بالمرحلة الابتدائية أنا وشقيقي الأكبر "مهند" بالنادي وذلك لتنمية حبنا وتطوير مهارتنا في لعب كرة القدم، وبدايتي كانت على يد المدرب الراحل "محمود الزين" ثم المدرب "عمر إدلبي" الذي قام بضمي لفريق الأشبال ثم الناشئين وأحرزنا حينها بطولة "حلب" وبعدها قام الكابتن "إدلبي" بنقل كشفي مع عشرة لاعبين لنادي "شرطة حلب" ولعبت معهم موسماً كاملاً، وترفعت عام 1991 لفريق الرجال ولعبت معهم موسماً أولياً تحت قيادة المدرب الراحل "وليد قاقا" ونلنا بطولة دورة الوفاء التي استضافتها "حلب" وتلقيت بعدها دعوة مدرب المنتخب "الوطني للشباب الروسي" "أناتولي" وتسليمي شارة القيادة طوال التصفيات والنهائيات لتمثيل منتخب "شباب سورية" الذي كان يستعد وقتها لخوض تصفيات كأس "آسيا" عام 1994 وضمن المجموعة التي كنا بها أمام منتخبات "هونغ كونغ" وفزنا سبعة صفر وكذلك هزمنا "بنغلاديش" ثلاثة صفر وفزنا على "السعودية" بركلات الترجيح وتصدرنا مجموعتنا وسط ظروف حساسة وصعبة.

مسيرتي الكروية كانت حافلة وفيها الكثير من الذكريات الحلوة التي لا تنسى وخاصة مع المنتخبات الوطنية، وبعد انتهاء مسيرتي اتجهت لمزاولة التدريب واتبعت عدة دورات تدريبية متتالية لهذه الغاية وكان لدي وجود ومشاركة بقيادة فريق رجال كرة "الاتحاد" إلى جانب شقيقي اللاعب الدولي "مهند البوشي"

وفي الدور الثاني فزنا على "العراق"، "إندونسيا"، "كازاخستان" وتعادلنا مع "قطر" وصعدنا للمباراة قبل النهائية وفزنا على "تايلاند" بهدف وحيد سجله "لؤي طالب" ووصلنا للمباراة النهائية لملاقاة "اليابان" في ملعب "جاكرتا" وقبل المباراة بيوم اجتمع معنا رئيس البعثة بوقتها الراحل الدكتور "مروان عرفات" وهنأ اللاعبين فرداً فرداً على وصولنا للمباراة النهائية وطلب منا اللعب بهدوء وراحة أعصاب بعيداً عن أي توتر أو خوف من الفريق الياباني، وقال لنا مهما كانت النتيجة أنتم أبطال في عيون كل أبناء الوطن وقلوبهم تدعوا لكم بالنصر».

منتخب "شباب سورية" بطل "آسيا" عام 1994

يتابع: «دخلنا المباراة النهائية أمام حضور جماهيري مرعب فاق الخميسن ألف متفرج تايلاندي أغلبهم يشجع المنتخب الياباني بسبب فوزنا على صاحب الأرض وفزنا بنتيجة 2-1 لتعلن بعدها أفراح الجماهير السورية في جميع المدن بتحقيق المنتخب السوري أول بطولة آسيوية للشباب، وعند العودة للبلد استقبلنا وكرمنا الرئيس الراحل "حافظ الاسد" وأثنى على قيمة ومكانة الإنجاز والانتصار الرياضي الذي تحقق ومنح كل لاعب منزلاً بمحافظته.

وبعدها احترفت في الدوري اليوناني لمدة موسم واحد إلى جانب الكابتن "محمد عفش" ولمدة موسمين بالدوري الروسي، ومثلت المنتخب الوطني الأول للرجال في تصفيات كأس "آسيا" عام 1996 التي أقيمت في "الإمارات" ولعبت بعدها في تصفيات كأس العالم للتأهل للنهائيات عام 1998 بـ "فرنسا" وكذلك في الدورة العربية التي أقيمت عام 2000 في "لبنان"، وأنهيت مسيرتي الكروية باللعب لمدة موسمين مع نادي "الاتحاد" تحت قيادة المدرب التشيكي بوقتها "نيفرلي" لأعلن بعدها في عام 2001 نهاية المسيرة الرياضية واعتزالي اللعب بعد تعرضي لإصابة أبعدتني عن مزاولة لعب الكرة بشكل نهائي».

"نهاد البوشي" أفضل لاعب في "آسيا" عام 1994

وختم الكابتن "نهاد": «مسيرتي الكروية كانت حافلة وفيها الكثير من الذكريات الحلوة التي لا تنسى وخاصة مع المنتخبات الوطنية، وبعد انتهاء مسيرتي اتجهت لمزاولة التدريب واتبعت عدة دورات تدريبية متتالية لهذه الغاية وكان لدي وجود ومشاركة بقيادة فريق رجال كرة "الاتحاد" إلى جانب شقيقي اللاعب الدولي "مهند البوشي"».

الحكم الدولي "خالد دلو" قال: «الكابتن "نهاد البوشي" لاعب من طراز كبير في أرض الملعب قاد منتخب شباب "سورية" بكل شجاعة، في سجله وأرشيفه انتصار كبير لا ينسى هو فوز منتخب "سورية" بلقب بطل كأس "آسيا" للشباب، وللعلم قمت بتحكيم أكثر من مباراة شارك بها، وهو لاعب ذو أخلاق عالية ومتعاون في أرض الملعب ولا يعترض على قرارات الحكام».

الصحفي الرياضي "محمود جنيد" قال: «عندما نتحدث عن الكابتن "نهاد البوشي" بمسيرته الحافلة بداية من "شرطة حلب" مروراً بـ "الاتحاد" وتمثيله للمنتخبات الوطنية، تحضرنا نفحات كرة القدم الجميلة السهلة الممتنعة بفعالية كانت تحقق القيمة المضافة ودون تعقيد وهي جينات (البوشية) إن صح التعبير، أضف إلى ذلك دماثة أخلاقه المشهود بها، باختصار مفيد "نهاد البوشي" لاعب من طراز صعب أن يتكرر».

يذكر أنّ اللاعب والمدرب "نهاد البوشي" من مواليد "حلب" عام 1972.