برع وتألّق في ملاعبنا الكروية الخضراء، وأشعل حماس الجماهير من على المدرجات بعطائه وأخلاقه، تسلّم شارة القيادة في المنتخب الوطني لكرة القدم وحقق معه نتائج ملفتة، تابع نجوميته في نادي "الجيش" وناديه الأم "الحرية"، مجسداً الأصالة والوفاء والروح الرياضية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" زارت بتاريخ 17 حزيران 2020 كابتن منتخب "سورية" السابق أيام الانتصارات الكروية "محمد دهمان" في محله الرياضي بحي "الميدان" واستمعت منه لرحلة حياته الكروية والرياضية التي قاربت الأربعين عاماً فقال: «ظهر حبي وولعي للعب كرة القدم منذ نعومة أظفاري، وحين كنت في سن السابعة من عمري في مكان منزلنا بحي "سليمان الحلبي"، كنت أنتظر ذهاب والدي لعمله حتى أهرب بعيداً عن أعين والدتي أيضاً من أجل اللعب، وزاد حبي وتعلقي باللعبة من خلال مشاحنات أخوالي الذين كان أحدهم يشجع نادي "الحرية" والآخر يشجع نادي "الاتحاد"، ليصطحبني بعدها خالي "حسين" وأنا بعمر الخامسة عشرة لنادي "الحرية" ويضمني لفريق الناشئين تحت قيادة المدرب الكابتن "شعبان خليل" الذي أعجب بمستواي وأشركني في كافة المباريات، وخلال مشاركتنا بالدوري حصلنا على مركز الوصافة خلف فريق "الكرامة" بعد أن تعادلنا معه بـ"حمص"، وترفعت بعدها لفريق الشباب ولعبت عدة مباريات وقبل إحدى مباريات فريق رجال نادينا عام 1978 وكانت أمام فريق "الجيش"، فأصيب مدافعنا "منير دركزللي" وطلب مني بوقتها المدرب الراحل "عادل حبيب" تجهيز نفسي للعب في تلك المباراة بجانب نجوم كبار أمثال "مأمون مأمون مهندس"، الراحل "فؤاد عارف"، "حسين نعال" و"محمد نسريني" وغيرهم أمام نجوم فريق "الجيش" الكبار أمثال "سهيل لطفي"، "سميرسعيد"، "مروان قسطلي"، الراحل "ياسين طراب"، "أحمد قدور"، الراحل "عبد الفتاح حوا"، الراحل "جورج مختار" وغيرهم لتنتهي المباراة بتعادل سلبي وبعد المباراة مباشرة طلبني فريق "الجيش" للعب معه عن طريق "القسطلي" و"الطراب" واستقبلني مدير هيئة الإعداد البدني بوقتها اللواء "دانيال شكبازوف" وقال لي أنت لاعب مميز وسوف نهتم بك وستمثل الفريق في كل المباريات المحلية والعربية والبطولات».

الكابتن "محد دهمان"كان أسطورة الدفاع السوري وهو أحد أبرز النجوم العرب، كنت محظوظاً باللعب إلى جانبه، كان يقود المنتخب في عصره الذهبي ومهما تكلمنا عنه أعتقد من الصعب بأن نثمن عطاءاته للكرة السورية ومن الصعب أن تجد حالياً لاعباً يجمع فن القيادة وقوة وصلابة الدفاع مثله، نجم ترك بصمة في ملاعبنا لا تنسى

وتابع: «خلال مشاركتي مع فريق "الجيش" أحرزنا بطولة الدوري والكأس ونلنا بعدها أغلب ألقاب بطولة الدوري، ولعبت في كافة بطولات العالم العسكرية التي أقيمت داخل القطر وخارجه، وذهبت مع الفريق إلى "العراق" ولعبنا هناك مباراة ودية مع فريق "الجيش" العراقي وتعادلنا في ملعبهم دون أهداف، ليستلم بعدها العميد "فاروق بوظو" إدارة الفريق خلفاً للعميد "مظفر عقاد" الذي أحيل للتقاعد، وبالتزامن مع لعبي مع فريق "الجيش" تم ضمي للمنتخب الوطني، ومثلته ولعبت معه في أولمبياد "موسكو" عام 1980 وتعادلنا مع منتخب "إسبانيا" دون أهداف وخسرنا مع "الجزائر" و"ألمانيا الشرقية"، ومثلت المنتخب في دورة "اليابان" الدولية وتعادلنا مع فريق "نيوكاسل يونايتد" الإنكليزي الذي كان يلعب معه النجم الشهير كابتن منتخب "إنكلترا" "كيفن كيغان"».

اللاعب الدولي السابق وليد أبو السل

وأضاف عن المرحلة الأهم في تاريخه ورحلته مع المنتخب الوطني: «كانت المرحلة الأهم في تصفيات كأس العالم عام 1986 وكنا على بعد خطوة واحدة من الوصول وتحقيق حلم اللعب بكأس العالم في "المكسيك" بعدما تجاوزنا منتخبات "الكويت"، "الإمارات"، "اليمن"، و"البحرين" ووصلنا للعب المباراة الفاصلة أمام منتخب "العراق" وتعادلنا معهم في "دمشق" دون أهداف، وذهبنا إلى "الطائف" للعب مباراة الإياب والحسم وخسرناها معهم بثلاثة مقابل واحد، وضاع حلمنا القريب الذي كان على بعد خطوة واحدة من الوصول لكأس العالم وكتب وقتها الراحل "عدنان بوظو" عبارته الشهيرة (هذه حدودنا)، ولم تتاح لي بعدها فرصة المشاركة ببطولة "دورة البحر الأبيض المتوسط" التي أقيمت في "اللاذقية" لإصابة حلت بي ونال منتخبنا وقتها بطولة الدورة بفوزه على المنتخب الفرنسي بهدفين لهدف، وتلك كانت آخر محطاتي ورحلتي مع المنتخب الوطني وفريق "الجيش"، وعدت بعدها لناديّ الأم "الحرية" ولعبت أقل من موسم واحد، وأعلنت بعدها اعتزالي اللعب بشكل نهائي، واتجهت بعدها لإجراء عدة دورات متلاحقة ومتقدمة في التدريب وخاصة للفئات العمرية، وتسلمت تدريب فريق الشباب وأحرزت معه بطولة الدوري عام 1998، ووصلت أيضاً مع الفريق للمربع الذهبي عام 2001، وحالياً أنا عضو مجلس إدارة ومشرف فئات على تطوير وإعداد الفئات العمرية، وخلال رحلتي الكروية التي استمرت بالملاعب فترة قاربت الثلاثين عاماً مثلت فيها المنتخب الوطني بحدود المئة وثلاثين مباراة لم أنل أو أتلقى أي بطاقة ملونة لسوء السلوك بل على العكس كنت حريصاً ومنضبطاً وملتزماً في أرض الملعب باللعب النظيف حتى أمام منافسينا، وبالمقابل منحتني وأعطتني اللعبة الشهرة وحب الجماهير والناس وثقتهم بي، وأعتز وأفخر بكافة زملائي الذين لعبت معهم وبعضهم كان القدوة والمثل لي وأيضاً كافة مدربي الذين تعلمت منهم أصول اللعبة وتجسيد الروح الرياضية النظيفة».

ويتابع الكابتن "دهمان" القول: «كرتنا السورية لها اسمها ووزنها على الساحة المحلية والعربية والآسيوية ونحن نملك قاعدة جماهيربة كبيرة تساند اللعبة، ولدينا المواهب التي تحتاج للرعاية والاهتمام والمتابعة والدعم، وملاعبنا باتت جيدة تساعد في تطوير واتساع قاعدة اللعبة وتطبيق الأفكار التكتيكية، ولكن الدول المجاورة سبقتنا بالدعم المادي وتطبيق الاحتراف بشكل أفضل واستقدام أفضل مدربي ونجوم العالم».

الإعلامي الرياضي شعبان خليل

اللاعب الدولي السابق "وليد أبو السل" قال: «الكابتن "محد دهمان"كان أسطورة الدفاع السوري وهو أحد أبرز النجوم العرب، كنت محظوظاً باللعب إلى جانبه، كان يقود المنتخب في عصره الذهبي ومهما تكلمنا عنه أعتقد من الصعب بأن نثمن عطاءاته للكرة السورية ومن الصعب أن تجد حالياً لاعباً يجمع فن القيادة وقوة وصلابة الدفاع مثله، نجم ترك بصمة في ملاعبنا لا تنسى».

الإعلامي "شعبان خليل" قال: «أنا أول من اكتشف ودرب الكابتن "دهمان" وهو في سن مبكرة من عمره وكان يلعب بفريق الناشئين وظهرت وبدت عليه ملامح النجومية بفكره وتميزه وقيادته في أرض الملعب، تابع مسيرته بنجاح مع رجال نادي "الحرية" وتألق بفريق "الجيش" والمنتخب الوطني وحقق معهما نتائج جيدة للكرة السورية بوقتها، و"دهمان" يصلح لأن يكون مثلاً بأخلاقه وتاريخه الرياضي وعطائه لجيل الشباب القادم».

محمد دهمان كابتن منتخب سوريا 1986

بقي أن نذكر أنّ الكابتن "محمد دهمان" من مواليد "حلب" عام 1959.