الهدف الذي وضعه أمامه، بلغه بالمثابرة والجلد والجدّ، على الرغم من وجود الصعوبات، فكانت حافزاً للنجاح. فهي الرسالة التي تعلّمها وعلّمها السباح "محمود الجدعانّ" لأبطال المستقبل، والتي مكّنته من إحراز مراتب أولى بمختلف أنواع السباحة في معظم المشاركات الدولية والعربية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 6 أيار 2019، مع السباح "الجدعان" ليحدثنا عن مسيرته الرياضية، فقال: «وجهتني عائلتي لممارسة الرياضة بعمر صغير، لإيمانها بأهميتها وفوائدها الجسدية والنفسية، فوالدي رياضي، وعمله كإطفائي يتطلب منه لياقة بدنية عالية وممارسة لمختلف أنواع الرياضات؛ والسباحة واحدة منها. قررت تعلّم السباحة لإعجابي الشديد بالحركات التي كان يقوم بها أخي، فهو بطل عربي في سباحة الصدر، حيث كنت أمارس السباحة صباحاً ومساءً، فالأولاد بهذا العمر لا يشعرون بالتعب، وبعد أن كبرت أعطيت السباحة أهمية كبرى؛ فكنت أراقب السباحين المخضرمين وأستمع إلى نصائحهم وألتزم بالتدريب. انتسبت إلى نادي "الاتحاد" بعمر صغير، وتلقيت تدريبي على يد مدرّبين أكفاء، منهم المدرّب "فتحي هان"، والمدرّب القدير "علي لبان"، ثم تدرّبت مع المدرّبة "ميكا سوزكي" من "اليابان"؛ وهو ما مكّنني من إتقان الأنواع المختلفة لرياضة السباحة، وتدرجت بالمراحل حتى حصدت بطولة الجمهورية عام 1993، لعدة سنوات، فتمت دعوتي للانضمام إلى المنتخب الأول».

أنا عضو في الاتحاد السوري للسباحة، ومشرف الإنقاذ في "سورية"، ولدي شهادة من الاتحاد الدولي للإنقاذ، وأقوم بدورات إنقاذ في كافة المدن السورية، ودورات ترفيق وثقل المدربين. وقد درّبت منتخب "حلب" من عام 2008 حتى عام 2012، حيث أحرزت معه مراكز أولى في البطولات المحلية، وقد تم ترشيحي لبطولة العالم للإنقاذ عام 2010، لكن تم إلغاؤها بسبب الأحداث التي مرّت بها "مصر"

وعن إنجازاته الرياضية، قال: «من "دمشق" كانت الانطلاقة والبوابة للمشاركة بالبطولات العربية والدولية، وبسبب الخبرة التي اكتسبتها من التدريب أتيحت لي المشاركة بالبطولة العربية الخامسة للناشئين عام 1998، وأحرزت الميدالية الفضية 200 متر صدر، وفضية 100 متر صدر، وبرونزية 200 متنوع، وبرونزية 400 متنوع. وتتالت مشاركاتي؛ ففي البطولة العربية التي أقيمت في "الجزائر" عام 1999، حيث أحرزت ذهبية تتابع المتنوع، وفضية 200 متر متنوع، وبرونزية 200 متر صدر. ومن مشاركتي في البطولة الدولية في "المغرب" عام 1999حصدت الميدالية الذهبية بسباق 400 متر حرة، وفضية 400 متر متنوع، وبرونزية 200 متنوع، لأتمكن بعد ذلك من المشاركة في البطولة العربية السادسة التي أقيمت في "الأردن" عام 2000، وحققت عدداً كبيراً من الإنجازات، وذلك بفضل الجلد في التمرين واللياقة العالية والتوافق العضلي العصبي الذي أتميز به. ثم شاركت ببطولة العرب في "الجزائر" عام 2000، وبفضل الخبرة التي كونتها من مشاركاتي السابقة حافظت على المراتب الأولى على الرغم من المنافسة الشديدة، فكان الذهب من نصيبي بسباق التتابع، والميدالية الذهبية تتابع متنوع، وغيرها من الميداليات المتنوعة. وشاركت في البطولة العربية في "المغرب" عام 2001 وأحرزت الميدالية الفضية بسباق 400 متر متنوع، والبرونزية 100 متر صدر، والبرونزية 200م صدر. وتسنى لي المشاركة بدورة "الفجر" التي أقيمت في "إيران" عام 2002، وحققت الميدالية الذهبية سباق 200 متنوع، والذهبية بسباق 400 متنوع، وفضية 200م صدر، وبرونزية 100م صدر، وفي بطولة "الشرطة العربية" في "الكويت" 2004، وأحرزت الميدالية الذهبية تتابع متنوع، وذهبية تتابع حرة، إضافة إلى عدد من الميداليات الملونة. وشاركت مع نادي "المحافظة" ببطولة الأندية العربية التي أقيمت في "الأردن" عام 2006، وكان الذهب من نصيبي بسباق 400م متنوع، وغيرها من الفضة والبرونز، وفي عام 2008، شاركت في البطولة العربية للزعانف، وحصدت برونزية سباق تتابع».

تكريم الجدعان مع مجموعة من الرياضيين

وعن المهارات التي يتمتع بها الرياضي "الجدعان"، التي أعانته على تجاوز الصعوبات، قال: «مع كل خطوة أعادتني إلى الوراء، كان هناك عشر خطوات دفعتني إلى الأمام، وكان ذلك حافزاً لأكون في المقدمة، فإصراري وشغفي الكبير بهذه الرياضة أعطاني حافزاً لتحقيق حلمي كلاعب أولاً، ثم كمدرّب قادر على تخريج أبطال، وعلى الرغم من الصعوبات التي اعترضتني والتي كان لا بد من تجاوزها للمتابعة وإحراز مراتب أولى؛ فمعظم مشاركاتي بالبطولات الدولية بمسبح غير مغطى في فصل الشتاء، والسباحة بمياه باردة ونقص المعدات الخاصة بهذه الرياضة، والرعاية الطبية والمتابعة، فهذه اللعبة تحتاج إلى الكثير من العمل والاهتمام والغذاء، فممارستها تتطلب أعماراً صغيرة، وتدريباً طويلاً لصنع خامات أبطال، وأذكر أنني شاركت ببطولة "المغرب" الدولية وعانيت بسبب المياه الباردة، ومع ذلك بفضل اللياقة العالية والمرونة وقدرة التحمل؛ تمكنت من إحراز مراكز متقدمة».

وعن خبراته الرياضية والشهادات التي استحقها، وساعدت بتتويجه مدرّباً، قال: «أنا عضو في الاتحاد السوري للسباحة، ومشرف الإنقاذ في "سورية"، ولدي شهادة من الاتحاد الدولي للإنقاذ، وأقوم بدورات إنقاذ في كافة المدن السورية، ودورات ترفيق وثقل المدربين. وقد درّبت منتخب "حلب" من عام 2008 حتى عام 2012، حيث أحرزت معه مراكز أولى في البطولات المحلية، وقد تم ترشيحي لبطولة العالم للإنقاذ عام 2010، لكن تم إلغاؤها بسبب الأحداث التي مرّت بها "مصر"».

تدريبه للمنتخب السوري

بدوره السباح "فراس معلا" تحدث عن تميز "الجدعان" قائلاً: «هو واحد من أميز السباحين السوريين، حيث حقق العديد من الأرقام السورية، وتوّج عربياً ببطولات "غرب آسيا"، فهو سباح متكامل لأنه تفوق بمختلف أنواع السباحة؛ وهذا سرّ قوته وتميّزه، ورسالتي له بعد أن استطاع التميز والتفوق وهو لاعب، فهو الأقدر على صناعة أبطال مثله، وتجاوز الصعوبات التي اعترضته، ومضايقات بعضهم، فالهدف الذي يسعى إليه سيبلغه، لأنه ذو عزيمة ومقدرة. بطل له اسمه في المحافل الدولية، وطريق التفوق ليس شرطاً أن يكون مفروشاً بالورد دائماً».

يذكر، أن "محمود إسماعيل الجدعان" من مواليد "حلب"، عام 1983.

من تدريباته